لم تمنع الأحوال الجوية القاسية والأمطار الغزيرة التي شهدتها مدينة الإسكندرية مساء أول من أمس من إقامة لقاء الطلاب المبتعثين المستجدين الدوري في موعده بمقر نادي الطلبة السعوديين بالإسكندرية، فيما اعتذر عن حضور اللقاء الملحق الثقافي بمصر الدكتور خالد بن محمد الوهيبي في اللحظات الأخيرة بسبب سوء الأحوال الجوية، منيباً عنه القائم بأعمال مكتب التواصل والتعاملات الإلكترونية بالإسكندرية، سمير بن عبدالعالي الخضيري. وطغت على مجريات اللقاء استفسارات مُلحة من قبل الطلاب وسجال واسع حول أوضاعهم الدراسية وأسباب إغلاق فرع الملحقية الثقافية بالإسكندرية بشكل نهائي، وتحويله إلى مكتب للتواصل إلى جانب النظر في أوضاع المبتعثين على حسابهم الخاص. وفيما أتت إجابات الخضيري على التساؤلات التي انهمرت عليه مقنعة ومنطقية إلى حد كبير، أكد أن إغلاق فرع الملحقية جزء من خطوة عامة، رأتها الملحقية بالقاهرة، تأتي في إطار تحسين مستوى الخدمات المقدمة للطالب والطالبة المبتعثين، خصوصا أن هناك رصدا لتعاملات، سواء كانت إلكترونية أو ورقية، كانت معطلة ومتعثرة، بلغت آلاف المعاملات تخص الطلاب والطالبات في الجامعات المصرية. وقال الخضيري: اليوم أصبح رصيد المعاملات المتأخرة "صفرا". وأوضح أن الخطوة القادمة بعد تقليص موظفي مكتب الاتصال تتمثل في تدريب المبتعث، ليتولى ذاتياً إتمام كافة تعاملاته إلكترونياً عبر بوابة سفير، والقضاء تماماً على المعاملات الورقية. وحول عدم ضم العديد من المبتعثين على حسابهم الخاص للبعثة الدراسية التي أمر بها خادم الحرمين الشريفين العام الماضي، أوضح الخضيري أن أي مبتعث يثبت أن له حقا في الإلحاق بالبعثة ولم يتم ضمه بسبب تعثر المعاملات في فترات سابقة، سيتم النظر في موضوعه، مشيراً إلى أن هناك العديد من المبتعثين على حسابهم الخاص استبعدوا بالفعل بعد أن رأت الملحقية الثقافية، أنه سبق لهم الابتعاث ضمن برنامج خادم الحرمين الشريفين لدول غير مصر، إلا أنهم انسحبوا من البعثة من تلقاء أنفسهم، وبالتالي لا يمكن إلحاقهم بالبعثة مرة أخرى. وحول تأثر معدلات الطلاب والطالبات بسبب تعثر الدراسة في الجامعات المصرية، أوضح أن الملحق الثقافي زار العديد من الجامعات والأكاديميات العلمية خلال الأسابيع الماضية، وسيزور المزيد منها ليبحث مع رؤسائها العديد من القضايا التي تهم المبتعث، ومن ضمنها تأثر معدلات الطلاب خلال الفصل الجامعي الثاني من عام 2011م بسبب الأحداث التي شهدتها مصر، إلى جانب بحث إعادة النظر في آلية سحب المبتعث بعض المقررات التي يدرسها، بعد أن يشعر بأنه لن يجتازها عقب تسديد الملحقية الرسوم الدراسية مما يتسبب في هدر مالي يصاحبه تراخٍ، وعدم مبالاة من المبتعث في التحصيل والاجتهاد وهو أمر سيتم ربطه بشكل مباشر بالملحقية، لإطلاعها على مثل هذه الإجراءات للحد منها ومن ثم إيقافها. وفي تصريح ل "الوطن"، أكد الخضيري أهمية مثل هذه اللقاءات مع المبتعثين والدارسين السعوديين ومن ضمنهم الطلاب المستجدون، كونها تمثل محطة تعريفية تزيد من وعيهم بمتطلبات الدراسة في دور العلم المختلفة بالإسكندرية، ومنها الاطلاع على سبل الاتصال الحديثة المواكبة لعصر التكنولوجيا المتسارع عبر استحداث مكتب التواصل والتعاملات الإلكترونية بالإسكندرية ليكون حلقة وصل بينهم وبين الملحقية الثقافية بالقاهرة.