حمل الصحفي يحيى مفرح زريقان على وسائل الإعلام السعودية متهما إياها بعدم تقديمها ما يعبر عن المجتمع السعودي، حسب قوله. وقال زريقان في محاضرة بنادي تبوك الأدبي أول من أمس حملت عنوان "فن المجس بين الفن والأدب" وجمعته بالجسيس محمد الشريف "نملك 400 قناة فضائية ولا توجد حتى الآن تلك القناة التي تعبر عن الشعب السعودي في كيفية عيشه وتناول قضاياه اليومية. وأضاف زريقان أن بعض القنوات الفضائية شوهت فن المجس لاستضافة أناس ليسوا من أهله بل تاجروا به عبر الفضائيات. وكشف مفرح خلال المحاضرة عن أن الراحل طارق عبدالحكيم خلف تركة عظيمة جدا على صعيد الموروث الشعبي وعلى صعيد المصنفات الفنية، وتمنى على وزارة الثقافة والإعلام أو المهرجان الوطني للتراث والثقافة أو هيئة السياحة والآثار المبادرة سريعا للحفاظ على هذه الثروة الفنية التي قضى عبدالحكيم 40 عاما تقريبا في جمعها. كما طالب زريقان المؤسسات الثقافية بالعمل لإظهار الأنماط الفكرية والثقافية التي تعكس حياة الشعب السعودي، وقال: إن فن المجس أحد الفنون التي لم تأخذ نصيبها في السعودية حيث يذهب الكثير من المنشدين الحجازيين إلى خارج المملكة لتقديم جلسات في هذا الفن، وشاركه الجسيس الشريف هذا الرأي، مضيفا "أن المصريين اندهشوا عندما سمعوا مقام الحجاز الذي لا يستطيع أحد أن يؤديه إن لم يكن من أهل الحجاز، ويقال إن مؤذن الرسول صلى الله عليه وسلم الصحابي بلال بن رباح كان يؤذن بهذا المقام المعروف بتأثيره في القلوب. وتابع أن ما يميز المجس هو أنه يبدأ بمقام الحجاز ثم يعرج على عدة مقامات ثم يعود إلى نفس المقام الذي بدأ به وهو الحجاز". إلى ذلك، استمتع الحضور بالعديد من المجسات الحجازية المكية منها والمدنية بصوت الجسيس الشريف في ظل إعجاب دام حتى بعد انتهاء المداخلات التي تحولت إلى طلبات استماع لبعض المقامات الحجازية.