أكد الناقد الفني يحيى مفرح زريقان في محاضرة بنادي تبوك الأدبي بعنوان “المجس بين الفن والأدب” اندثار أكثر من 133 لوناً غنائياً شعبياً في المملكة، وأنه لا تُعرف الآن سوى ستة ألوان غنائية، والباقي اندثر وتلاشى، معترفاً بوجود قصور لدى مؤسساتنا الثقافية، ومطالباً إياها بضرورة إظهار صورتنا، وتقديم موروثنا الثقافي بشكل رسمي للآخر. وقال زريقان إن اليونسكو تعنى بالثقافة والعلوم الإنسانية، وسبق أن تقدمت بطلب للمملكة من أجل إبراز أشهر الألوان الغنائية لديها، ولكن للأسف لم يصل لهذه المنظمة أي شيء يذكر. وعرف الناقد زريقان المجس بأنه سلوك اجتماعي برز في مكة، وأخذ من جس النبض، وهذا الفن يستشرف الحضور وتوجهاتهم وآمالهم وتطلعاتهم، وسمي بذلك “لأن المغني قبل أن يشرع في الغناء يجس نبض المتلقين، ويهيئ لهم الجو، مشعراً إياهم بما سيغني، فيما بين “الجسيس” محمد الشريف، الذي أمتع الحضور بنماذج من المجس الحجازي، أن هناك اختلافاً بين المجس في مكة والمدينة، وذكر أشهر من أدّى فن المجس، أمثال حسن جاوة، وإسماعيل كردوس، وسعيد أبو خشبة، وحسن لبني، وعبدالرحيم مؤذن، ومنصور بغدادي، ومحمد أمان، وإبراهيم تركستاني، وسراج عتيق، وعبدالعزيز شرف، وذكر أن هذا الفن بدأ يشتهر في القرن العاشر. بعد ذلك، فتح المجال للمداخلات التي انهالت على مدير المحاضرة الدكتور مطلق البلوي، حيث تساءل نائب رئيس النادي الأدبي، المهندس محمد فرج العطوي، قائلاً: هل المجس صناعة مكاوية، وما الفرق بين المجس والينبعاوي؟ وربطت عضو مجلس إدارة أدبي تبوك، الدكتورة مضاوي الحميدة، بين المجس ونشأة شخصية الزامر في الأندلس، متسائلة: هل هناك علاقة بين الفنين؟ واختتمت المحاضرة بمداخلة لمدير مكتب “الشرق” بتبوك الزميل ناعم الشهري، الذي تطرق إلى ضعف بعض مناطق المملكة في إيصال موروثها الثقافي، في حين نجد أن المنطقة الغربية نجحت في إيصال فن المجس، متسائلاً: هل للإعلام القوي في المنطقة الغربية دور في ذلك؟ تبوك | خالد الرواضين