شملت التوصيات في ختام اللقاء الوطني التاسع للحوار الفكري "الإعلام السعودي الواقع وسبل التطوير" في حائل مساء أمس، المطالبة بإعلان ميثاق الشرف الذي رفضه وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة، وإعادة النظر في نظام المطبوعات والنشر الحالي، إضافة إلى تعزيز هامش الحرية، وسرعة تخصيص قطاعي التلفزة والإذاعة، وفصل الثقافة عن الإعلام. وعرض نائب الأمين العام لمركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني، الدكتور فهد بن سلطان السلطان، في الجلسة الختامية خلاصة لنتائج حوار المشاركين والمشاركات في اللقاء. وذكر أن المركز أعد دراسة استطلاعية عن واقع الإعلام وسبل تطويره من وجهة نظر المجتمع السعودي، بهدف قياس مستوى تفاعل المجتمع مع الإعلام المحلي المرئي والمسموع والمطبوع، وكذلك الإعلام الجديد ووسائط التواصل الاجتماعي، وتم خلال هذه الدراسة توزيع 4000 استبانة على جميع مناطق المملكة. وكان من بين نتائج الدراسة أن الفرد يقضي خمس ساعات يوميا في متابعة وسائل الإعلام المختلفة. واحتل الإعلام المرئي المرتبة الأولى، يليه الإلكتروني ثم المطبوع وأخيرا المسموع. وأن الإعلام العربي يتقدم من حيث المشاهدة على الإعلام المحلي، واحتلت البرامج الدينية المرتبة الأولى، تليها الثقافية، ثم الاجتماعية، فالرياضية، وأخيرا الترفيهية، والسياسية، والتجارية. وبين السلطان خلال سرده البيان الختامي أن المركز نفذ دورتين تدريبيتين للعاملين في قطاع الإعلام بهدف تنمية مهارات الاتصال والحوار؛ الأولى عُقدت في مدينة جدة استفاد منها (20) متدربا من الصحفيين. والثانية عقدت في مدينة الرياض استفاد منها (30) إعلاميا يمثلون (14) مؤسسة إعلامية. وأشار إلى أن اللقاء الختامي ناقش حدود الحرية في الإعلام، والمطالب المتعلقة بمساحة هذه الحرية، وجوانب المسؤولية التي يتحملها الإعلامي، والإعلام من جهة، والمجتمع من جهة أخرى في مناقشة مختلف القضايا على المستوى الوطني، وكذلك العلاقة بين الإعلام والقطاعات الحكومية. كما ناقش اللقاء واقع الإعلام الجديد، ودوره المؤثر في بناء رأي وطني مشترك. كما حدد اللقاء متطلبات المجتمع من وزارة الثقافة والإعلام، وبعض الرؤى حول مستقبل الإعلام السعودي من حيث تطويره فكرياً وثقافياً وتقنياً لمواكبة المتغيرات، والمستجدات المعاصرة، وتوضيح المبادئ التي يمكن أن يبنى عليها تأسيس ميثاق شرف وطني للإعلام والإعلاميين. وحدد الأمين العام سبع نقاط كانت حصيلة جلسات اللقاء الخمس، حيث تناولت كل جلسة محوراً من المحاور، مستعرضا أبرز تلك الأفكار والمتطلبات، والتي جاءت كالتالي: أولاً: ضرورة إعداد رؤية وطنية للإعلام السعودي تتضمن القوانين والتشريعات المنظمة للحريات المنضبطة والمسؤولة، تراعى فيها الثوابت الشرعية والوطنية، وتستوعب المستجدات، وتحفظ الحريات وتسهم مخرجاتها في صياغة ميثاق شرف إعلامي من خلال تشكيل فريق عمل من المشاركين والمشاركات والجهات ذات العلاقة وبتنسيق من مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني للعمل على تحديد المبادئ الأساسية التي ينبغي إدراجها في هذا الميثاق، وبما يعزز الوحدة الوطنية، والأمن الفكري لأفراد المجتمع، ويسهم في المحافظة على السلم الاجتماعي وبناء الوطن والمحافظة على مكتسباته. ثانيا: تكمن قوة الإعلام الجديد في تنوعه وحريته وتعدد وسائله، وهذا يتطلب مضاعفة الجهد من أجل توجيه هذا الإعلام لخدمة الوطن، والاهتمام بقضايا الشباب وتطلعاتهم وهمومهم ورؤيتهم المستقبلية، والانفتاح على الآخر دون أن يكون هناك تجاوز للثوابت الدينية، والوطنية. ثالثا: أهمية أن تبنى العلاقة بين الإعلام والمؤسسات الحكومية على الثقة والمصداقية، ولا بد أن تكون هذه العلاقة تكاملية مما يتوجب على المؤسسات الحكومية توفير المعلومات الصحيحة والكاملة لوسائل الإعلام، مع أهمية تجاوب جميع القطاعات الحكومية مع وسائل الإعلام وبما يحقق المصلحة العامة. رابعاً: إعادة النظر في نظام المطبوعات الحالي، وتطويره بما يتواكب مع المتغيرات السريعة على الصعيد الإعلامي والثقافي، وتعزيز هامش الحرية في الصحافة ووسائل الإعلام الأخرى، والعمل على فصل الثقافة عن الإعلام، والسعي إلى خصخصة قطاعي التلفزة والإذاعة لتوفير فرص أفضل للتطوير والتحديث. خامسا: يريد المجتمع من الإعلام مكافحة التعصب الفئوي والمناطقي والمذهبي، وأن يهتم الإعلام بالقضايا الوطنية مع التركيز على التعايش والمواطنة وحماية العقيدة وتحقيق مبدأ تكافؤ الفرص. سادساً: دعوة مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني إلى الاستمرار في عقد اللقاءات الخاصة بتطوير السياسات الإعلامية، وإلى تنظيم لقاءات لتعزيز اللحمة الوطنية، وبقاء القواسم المشتركة بما يدعم الاستقرار والتنمية في المملكة. سابعا، يتطلع المشاركون لمستقبل مضيء وفاعل لإعلامنا السعودي، ويؤكدون أن من أهم سبل تحقيق هذا المستقبل امتلاكه المصداقية والنقد النزيه، واحترام المتلقي واحترافية الأداء، ووضوح حدود الحرية الإعلامية، وامتلاكه خطة إستراتيجية ذات مسارات تنفيذية عملية. خوجة: الإعلامي لا يحتاج إلى ميثاق شرف حائل: منصور المزهم أكد وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة في حديث خاص إلى "الوطن" أمس، "أن الإعلامي لا يحتاج إلى أوراق أو بنود لعمل ميثاق شرف للمهنة". وقال خوجة "إن ميثاق الشرف يكمن في قلوبنا وضمائر أفراد المجتمع، فكل مواطن يشعر بمسؤوليته ومواطنته اتجاه وطنه ودينه"، مشيراً إلى أن ميثاق الشرف "ذاتي في ضمير وقلب الإنسان". إلى ذلك، أبدى خوجة خلال كلمته في الجلسات الختامية، تقبل وزارته للنقد، وقال: إن من يدير العمل بشر ويحتاج إلى تطوير وسماع آراء ونقد الآخرين. وأشار إلى أنه يفخر بكل مداخلة في اللقاء الوطني، وأضاف "إننا من خلال هذه اللقاءات نتعلم ونتطور في ثقافة الحوار". وحول فكرة الحوار الوطني، أكد الوزير خوجة أنه يعد ثمرة من ثمرات سياسة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز. وأضاف أن مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني كان "جريئا جدا" في طرحه، معتبرا "نشر ثقافة الحوار" لدى أفراد المجتمع السعودي من أهم مميزات هذا اللقاء.