بعد 400 عام من الماء العذب في بئر المذنب التاريخي، طالب أهالي المحافظة بترميمها وتوثيقها ضمن المواقع التاريخية من قبل هيئة السياحة والآثار. وتستمد البئر قيمتها التاريخية من اعتماد جيش المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن على مياهها كمصدر وحيد للماء العذب في محافظة المذنب، طيلة أيام بقائه في المحافظة. فضلا عن قيمتها الوجدانية في نفوس الأهالي، باعتبارها مكونا هاما للقصص التراثية والأحداث القديمة التي مرت بها المحافظة. وهي موجودة في مذكرات جميع الرحالة الغربيين الذين مروا بها، إذ وصف أحد الرحالة الإنجليز مياه هذه البئر ب"الأعذب في صحراء شبه الجزيرة". عضو نادي القصيم الأدبي والمؤرخ عبدالرحمن بن عبدالله الغنايم طالب الهيئة بضرورة ترميم وحماية أقدم بئر على مستوى المنطقة والتي حفرت عام 1090 من قبل الشيخ عبدالله بن عضيب وتعتبر موقعاً أثرياً سياحياً يجب الحفاظ عليه. وأكد الغنايم أن البئر لها العديد من المواقف مع الرحالة الإنجليز وكذلك سقايتها لجيش جلالة المغفور له بإذن الله الملك عبدالعزيز، بالإضافة إلى عدة مواقف تاريخية تفرض وجوب الحفاظ عليها طيلة 400 عام مضت حتى 1373، مبيناً أن البئر كانت مغذية لسكان محافظة المذنب وتحمل بين طياتها العديد من القصص الوجدانية التي تسكن في قلوب العديد من سكان المحافظة وذاكرتهم. وأضاف أن المكتشف الإنجليزي هاملتون وصفها في مذكراته بأن ماءها كان الأعذب طيلة رحلته التي قطع فيها الجزيرة العربية من الشرق إلى الغرب وأن الحفاظ عليها حفاظ على الإرث الثقافي. من جهته، أوضح المدير التنفيذي للسياحة والآثار بمنطقة القصيم الدكتور جاسر الحربش أن الهيئة تشجع مبادرات المجتمع في المحافظة على المواقع التراثية، ولكن مع الأخذ في الاعتبار وضع الموقع من حيث الملكية العامة أو الخاصة. وأضاف أن مختصين من فرع الهيئة العامة للسياحة والآثار يقومون في كل مرة بتقييم الموقع والبعد التاريخي له وإيضاح ملكيته بين الخاصة والعامة وتحديد معالجات عدة، مؤكداً عدم توجه الهيئة لنزع الملكيات. وبيّن أن نظام الهيئة يرتبط بالأولويات وأن مثل هذه المواقع تبقى إرثاً تاريخياً مرتبطاً بالهيئة بالتعاون مع المالك إذا كان الموقع خاصاً، وربطها على المدار السياحي. وتابع "من الممكن أن تكون المواقع الخاصة جزءاً من تعاون الهيئة مع صاحب الموقع التاريخي بمبادرة منها"، مؤكداً توقف الهيئة عن تطوير أي موقع في حال وجود نزاع عليه.