لم يعد للمزارع الأحسائي مكان لمزاولة بيع "لقاح النخيل" في أسواق ونقاط البيع المنتشرة في كافة مدن وقرى محافظة الأحساء كما كان سابقاً قبل عدة أعوام، إذ كانت هذه المهنة مقصورة على أبناء المحافظة فقط، أما الآن فسيطر عليها الوافدون. ويعد موسم "لقاح النخيل" موسماً مناسباً للمواطنين في زيادة إيراداتهم المالية من مزارعهم عبر تسويق ما بحوزتهم استعداداً لموسم تلقيح أشجار النخيل، التي بدأت بعض الأصناف منها بالتلقيح مطلع الأسبوع الحالي. وتجولت "الوطن" في بعض مواقع ونقاط البيع المنتشرة على الطرقات الزراعية، ورصدت سيطرة العمالة الآسيوية على المباسط، على العكس تماماً قبل عدة أعوام، حيث لم يكن متواجداً إلا مزارعون أحسائيون فقط. وأكد شيخ التمور بالسوق المركزية بالأحساء عضو لجنة التمور والنخيل بغرفة المحافظة عبدالحميد بن زيد الحليبي، أن جميع تلك المباسط أصبحت ترزح بأعداد كبيرة من الوافدين الذين يزاولون العمل بكل حرية تامة، والتحكم الكامل في الأسعار، وأصبح المزارع الأحسائي غير قادر على الحصول على فرصة عمل أو موقع لمزاولة البيع، مبيناً أنه لا يستبعد ممارسات الغش، وسرقتها من المزارع من قبل هؤلاء العمالة، سواء من مزارع يعملون فيها دون علم كفلائهم أو من مزارع أخرى. وقال المزارع ناصر المكينة، إنهم يشكلون تكتلات للتحكم في الأسعار بعيداً عن عيون الرقابة، ويتفقون جميعهم على سعر متدن عند شرائه من المزارعين، ومن ثم يحتكرونه لبيعه بسعر مرتفع، لافتاً إلى أن نسبة الزيادة في سعر الحبة الواحدة من "اللقاح" تتجاوز ال 100% عن سعره في الأعوام الماضية. وبين أن الأسعار متفاوتة، ففي بداية الموسم يكون سعر الطلع الذكري الواحد "السف" يتراوح ما بين 100-150 ريالاً ويظل يتراجع في الموسم بسبب كثرة العرض إلى أن يصل إلى ما بين 20 إلى 40 ريالا. وأضاف أن الأولى من إيرادات تلك "اللقاح" هو المزارع السعودي وليس العامل الأجنبي، لزيادة الدخل الحقيقي للمواطن ورفع مستوى معيشته، مطالباً الجهات الحكومية المعنية بقصر العمل على السعوديين في هذه المهنة للمحافظة على مصدر رزق المواطن وللحد من ارتفاع الأسعار والتلاعب الذي يحصل من العمالة الوافدة.