في بادرة لإظهار حسن نيتها أعلنت الحكومة السودانية عزمها الإفراج عن سفن محمَّلة بشحنات من النفط الجنوبي وذلك لتخفيف التوتر بين الدولتين ومساعدتهما على التوصل إلى اتفاق بشأن إيرادات النفط. وأعلن نائب رئيس فريق التفاوض السوداني سيد الخطيب أمس في مؤتمر صحفي بأديس أبابا أن البشير مستعد للإفراج عن السفن المحتجزة للمساعدة في إنهاء حالة الجمود. وتوقع الخطيب أن تمهِّد هذه الخطوة لتوقيع اتفاق وتعليق عملية وقف الإنتاج واحترام البنود المبرمة، مضيفاً أن بلاده مستعدة لتوقيع الاتفاق في أي لحظة. إلى ذلك أصدر متمردون جنوبيون بيانا رفضوا فيه الاتفاق مع كينيا لبناء خط أنابيب يمر حتى ميناء لامو، وأرسل المتمردون تحذيرات مسبقة للشركات التي تدرس المشاركة في بناء الخط للابتعاد عن ولاية الوحدة وأعالي النيل، وقالوا إنهم لن يسمحوا أبدا ببناء الخط الجديد، كما وصفوا قرار حكومتهم بإغلاق خط الأنابيب بأنه انتحار اقتصادي. وكان رئيس جمهورية جنوب السودان سلفا كير ميارديت قد رفض التوقيع على وثيقة الاتفاق الذي توصلت إليه القمة الرباعية التي جمعته مع نظرائه السوداني عمر البشير والأثيوبي ملس زيناوي والكيني مواي كيباكي. وانهارت المباحثات التي استمرت 4 ساعات عندما تراجع كير عن توقيع الاتفاقية وأعلن انسحابه قائلاً "يؤسفني أن أقول إن وفدي ما زال يناقش الاتفاق ولا أستطيع التوقيع". ومن جانبها رحبت ماليزيا بالجهود التي يبذلها المجلس الأعلى للاتحاد الأفريقي للتوسط في مفاوضات دولتي السودان. وأفاد بيان صدر عن وزارة الخارجية الماليزية أمس بأن المفاوضات تهدف إلى حل قضية اتفاقية السلام المستدام وقضايا أخرى منذ انفصال البلدين. وأضاف البيان أن ماليزيا واثقة أن طريق الدبلوماسية أفضل سبيل لحل الخلافات في إطار تحقيق اتفاق مشترك ما يعود بمنافع كثيرة للجميع ويضمن التنمية المستدامة في المنطقة. وأكدت الحكومة التزام شركتها النفطية وهي "بتروناس" بالعمل هناك، حيث بدأت في تطوير صناعة النفط في البلدين.