غادر مراقبون خليجيون سورية أمس، احتجاجا على استمرار نزيف الدم وقتل الأبرياء، الذي يمارسه النظام بحق أبنائه الساعين إلى الحرية، وسط تجديد المملكة دعوتها مجلس الأمن الدولي لتأييد خطة جامعة الدول العربية التي أعلنت الأحد الماضي. ورغم أن تقرير بعثة المراقبين الذي رفعه رئيسها محمد الدابي لايزال يتفاعل على مستوى المراقبين، علمت "الوطن" أن التقرير تجاهل انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان، لم تتضح طبيعتها، مما دعا نائب رئيس لجنة حقوق الإنسان العربية الدكتور هادي اليامي المشارك ضمن بعثة المراقبين السعوديين وأعضاء اللجنة، إلى الدعوة لعقد اجتماع طارئ وعاجل لبحث نتائج مشاركة اللجنة في البعثة. وأكد اليامي في تصريحات إلى " الوطن " أمس, أنه طلب عقد الاجتماع، إلا أنه لم يفصح عن طبيعة الانتهاكات التي تمارس من نظام الأسد ضد الشعب السوري، مشيرا إلى أن كل ما يتعلق بهذا الموضوع مطروح ضمن جدول أعمال اللجنة لمناقشته والبت فيه. ------------------------------------------------------------------------
أبلغ المندوب الدائم للسعودية لدى الأممالمتحدة السفير عبدالله المعلمي مجلس الأمن الدولي بأنه يتعين على سورية وقف اضطهاد مواطنيها. وحث المعلمي خلال كلمة المملكة ليل أول من أمس، مجلس الأمن على تأييد خطة جامعة الدول العربية التي أعلنت يوم الأحد الماضي. وقال في كلمته إن "المملكة تشعر بألم شديد بسبب معاناة والآم الشعب السوري الشقيق". وأضاف "ندعو السلطات السورية لوقف مواجهة التطلعات المشروعة لمواطنيها بالعنف والرصاص"، داعيا الحكومة السورية كذلك لتطبيق مبادرة الجامعة العربية. وتابع السفير المعلمي "نأمل من الحكومة السورية أن تصغي لصوت العقل والحكمة والالتزام ببنود المبادرة العربية لإيجاد حل سياسي متوازن يحقق تطلعات الشعب السوري، ويحافظ على وحدة وسلامة أراضي سورية، ويوقف دوامة العنف ويجنبها التدخل الأجنبي في شئونها الداخلية". وحول قرار المملكة سحب مراقبيها من سورية، قال المعلمي "قررت بلادي سحب مراقبيها من بعثة المراقبين العرب إلى سورية لأننا لم نشعر بأن السلطات السورية كانت جادة بشأن المبادرة العربية.. نحن نترفع أن نكون شهودا ومؤيدين لممارسات الاغتيال والاضطهاد المفروضة على الشعب السوري العظيم". وأكد أنه حان الوقت لأن يتحمل المجتمع الدولي مسؤولياته.وغادر مراقبون خليجيون من الكويت والإمارات والبحرين سورية أمس بعدما قالت حكوماتهم إنها متأكدة من "استمرار نزيف الدم وقتل الأبرياء"، ويتوقع أن يغادر مراقبون من دول خليجية أخرى دمشق قريبا. إلى ذلك أبدت روسيا معارضتها لأي جهود دولية ساعية للحصول على خطوة في مجلس الأمن لتأييد "العقوبات الأحادية" ضد سورية التي شهدت بعض مدنها أمس عمليات عسكرية ضد المحتجين. وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف عقب محادثات أجراها مع نظيره التركي أحمد داود أوجلو "نحن منفتحون على أية مقترحات بناءة تنسجم مع المهمة المحددة بإنهاء العنف". وجاءت تصريحات لافروف بينما أجرى مسؤولون روس وأميركيون محادثات في موسكو حول كيفية إنهاء العنف المستمر منذ نحو عشرة أشهر في سورية. وأعرب المسؤولون الأميركيون عن تفاؤلهم بأن تؤدي الاجتماعات الجديدة التي جرت مع المسؤولين الروس في كل من مقر الأممالمتحدة في نيويورك وفي موسكو إلى حل وسط في نهاية المطاف. ومن جهتها أعلنت "هيئة التنسيق الوطنية" لقوى التغيير الديموقراطي المعارضة في سورية عن ترحيبها بمبادرة الجامعة العربية والمجلس الوزاري العربي المصغر في جلسته الأخيرة في القاهرة لدعوة "الرئيس السوري بشار الأسد لتفويض نائبه بالصلاحيات وتشكيل حكومة وحدة وطنية وإعداد دستور جديد وإجراء انتخابات برلمانية ورئاسية بمراقبة عربية ودولية في الفترة المقبلة". ميدانيا ذكرت لجان التنسيق المحلية في بيان أن "الجيش السوري يقصف أحياء في مدينة حماة مستخدما أسلحة ثقيلة". وأكد البيان "أن هناك أنباء عن تهدم عدة أبنية وسقوط جرحى وشهداء". وقال إن "الأهالي لم يتمكنوا من الوصول إليهم نتيجة القصف العشوائي المستمر"، مشيرا إلى "انتشار نحو 4000 جندي داخل المدينة".