في خطوة لم تكن متوقعة، وأثناء حفل منح جائزة محمد حسن عواد للشاعر عبدالله الزيد، دعت جمعية الثقافة والفنون في جدة إلى حضور معرض تشكيلي بمناسبة انتقالها إلى مقرها الجديد. يومها تساءل الجميع أين يكون المقر الجديد للجمعية، فطوال سنواتها الماضية كانت تقبع في مبنى مستأجر عبارة عن دورين. لكن الجميع فوجئوا بأن المقر الجديد للجمعية ما هو إلا مبنى النادي الأدبي نفسه، بعد أن تحول إلى مبنيين أحدهما المبنى الجديد الذي مولته عائلة الشربتلي وافتتح رسميا بمناسبة الجائزة، والقديم الذي حلت به جمعية الثقافة والفنون. في الكواليس، كان هناك غضب من المفاجأة، وبدا أن أعضاء مجلس إدارة النادي المنتخبين فضلوا الصمت، فهم لم يتسلموا مهام عملهم رسميا، وأعضاء مجلس الإدارة السابقة فضلوا الصمت أيضا على اعتبار أن كل شيء خرج من أيديهم، ولم يعد لهم سوى سلطة معنوية بانتظار قرار الوزارة بتسليم إدارة النادي إلى المجلس المنتخب. "الوطن" تتبعت هذه القضية بسؤال نائب رئيس النادي المنتخب الدكتور سعيد المالكي عنها إلا أنه فضل أن تترك الأمور إلى أن يتسلموا مهام عملهم بشكل رسمي، مؤكدا - في الوقت ذاته - أن موضوع منح المبنى القديم للنادي ليكون مقرا للجمعية سيكون موضوع نقاش جدي بعد تسلم المجلس الجديد لمهامه. ويعتبر المسؤول المالي في المجلس المنتخب عبده قزان أن تنازل رئيس النادي الأدبي السابق الدكتور عبدالمحسن القحطاني عن المبنى القديم للنادي لصالح جمعية الثقافة غير شرعي، معللا ذلك بأنه حدث بعد إجراء الانتخابات؛ أي بعد أن فقد رئيس النادي صلاحياته في إدارة شؤون النادي. وأشار قزان إلى أن تصرف رئيس النادي السابق لم يكن نظاميا، وسنراجع جميع الإجراءات بما فيها إعادة النظر بجائزة محمد حسن عواد وتشكيل مجلس الأمناء، فهي مرتبطة بالنادي ولا بد أن تكون تحت مظلته. في الإطار نفسه، قال مدير فرع جمعية الثقافة والفنون عبدالله التعزي "إن أي كلام عن عدم نظامية ملكية الجمعية لمبنى النادي القديم لا أهمية له، فقد حسم أمر انتقال ملكية المبنى إلى الجمعية قبل الانتخابات، وبعد الانتهاء من تجهيز المبنى الجديد مباشرة". وأضاف التعزي "قدمت طلبا للوزارة ليكون المبنى القديم للنادي مقرا للجمعية، والوزارة أحالت الطلب إلى مجلس إدارة نادي جدة الأدبي السابق الذي وافق على المقترح، وقرر المجلس بعد اجتماع منح الجمعية مبنى النادي لمدة 5 سنوات، وقد استلم المبنى بموجب محاضر استلام وبموافقة الوزارة، وحضر وكيل وزارة الثقافة والإعلام الدكتور ناصر الحجيلان تدشين المبنى وافتتاح أول معرض تشكيلي فيه. وأكد التعزي أن الجمعية الآن بصدد تجهيز صالة المسرح، ونقل بعض مقتنياتها من المبنى القديم، وقال "ننتظر الحصول على دعم لفرش المبنى بأثاث جديد، وإذا كانت هناك مشكلة عند أحد فليراجع وزارة الثقافة والإعلام لأنها هي المعنية بهذا الموضوع". وفي النهاية، أكد رئيس النادي السابق الدكتور عبدالمحسن القحطاني أن هذا الموضوع شأن يخص الجمعية والوزارة، متمنيا على الوزارة أن تتعجل بتسليم إدارة النادي إلى المجلس الجديد، وقال "إن موضوع انتقال المبنى للجمعية كان بطلب من الوزارة، ونحن وافقنا على الطلب لا أكثر، وما تبقى هو شأن يتعلق بمجلس إدارة النادي الجديد والجمعية".