حملت كلمة الدكتور عبدالمحسن القحطاني رئيس مجلس إدارة النادي الثقافي الأدبي بجدة، رئيس أمناء جائزة محمد حسن عواد، في الحفل الذي أقامه أدبي جدة يوم الثلاثاء الماضي لتكريم الفائزين بالجائزة لهذا العام، مفاجأة مدوية لمجلس إدارة النادي المنتخب؛ حيث أشار القحطاني في سياق كلمته إلى منح فرع جمعية الثقافة والفنون بجدة مبنى النادي القديم ليصبح مقرًا لها لمدة خمس سنوات، بعد أن انتقل أدبي جدة إلى المبنى المفتتح حديثًا والمشتمل على قاعة الشربتلي.. وما كادت فقرات الحفل تنتهي حتى دار نقاش كبير حول ما كشف عنه القحطاني في كلمته، حيث رأى بعض أعضاء مجلس إدارة أدبي جدة المنتخب حديثًا في هذه الخطوة تدخلاً من المجلس السابق في صميم صلاحياتهم.. واستجلاء لحقيقة الأمر توجهت المدينة إلى أطراف القضية؛ حيث رفض الدكتور عبدالمحسن القحطاني التعليق على الموضوع، مكتفيًا بالاعتذار عن الحديث في هذه القضية.. أما الدكتور سعيد المالكي نائب رئيس مجلس إدارة النادي المنتخب فقد آثر التحفظ في إطلاق حكم قاطع في الأمر، حيث قال: فيما يتعلق بالتبرع الذي قدمته الإدارة السابقة لجمعية الثقافة والفنون وهو المبنى السابق للنادي الأدبي فإننا لا نرغب استباق الحكم؛ ولكن من حيث المبدأ نشجع التآزر والتكامل في كل عمل يخدم الثقافة، غير أن من حق الجمعية العمومية ومجلس الإدارة الجديد أن تدرس ملف هذا التبرع ومبرراته وحيثياته وآليات تنفيذه، لأن المكان أولاً وأخيرًا ملك للنادي الأدبي، وحق من حقوقه لا يملك أحد منحه أو التبرع به؛ إلا بما يعود بالنفع على النادي ماديًا ومعنويًا. وأحسب أن المسؤول عن جمعية الثقافة والفنون بجدة يرغب في أن يعمل على أرضية صلبة، وفي جو من التكامل؛ لأن ذلك هو مظنة النجاح له وللفعل الثقافي بعامة. كذلك توجهت «المدينة» إلى مدير فرع الجمعية بجدة عبدالله التغزي بوصفهم الطرف الثالث في القضية، الذي كشف عن تفاصيل ما تم بقوله: فكرة الانتقال بدأت منذ سبعة أشهر تقريبًا عندما طرحت الفكرة على رئيس النادي الدكتور عبدالمحسن القحطاني بالانتقال لمبنى النادي القديم بعد انتقال النادي لمبناه الجديد، ولكن الدكتور عبدالمحسن اعتذر وقال لا أستطيع الموافقة على رغبتك لأن ذلك ليس من صلاحياتي لوحدي ولا بد من الاجتماع بأعضاء مجلس الإدارة وأخذ موافقتهم، وفعلاً تم الاجتماع بكل أعضاء المجلس وتمت الموافقة بالإجماع، وقد صدر خطاب من وكيل وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية الدكتور ناصر الحجيلان بموافقته على انتقال مقر الجمعية لمبنى نادي جدة الأدبي القديم، وكذلك وافق مدير عام جمعيات الثقافة والفنون عبدالعزيز الإسماعيلي على ذلك وبارك الخطوة. ولا أعتقد أن أحدًا من أعضاء المجلس الجديد لمنتخب قد أزعجه هذا الانتقال؛ لأننا تحت مظلة وزارة الثقافة والإعلام، وقد تم توفير مبلغ مليون ريال للوزارة بمثابة إيجار لهذا المبنى القديم المتهالك ولمدة خمس سنوات. وأرى أن وجودنا بجانب النادي الأدبي بمبناه الجديد يصب في مصلحة الجميع، فنحن أتينا لخدمة الثقافة، والمجلس الجديد ليس من حقه رفض وجودنا لأنهم حتى هذه اللحظة لم يتم اعتمادهم، وأعتقد أنهم مثقفون وأدباء وأكاديميون لا يفكرون في أن وجودنا يضايقهم. ويختم التعزي بقوله: المبنى القديم عمرة حوالى 30 سنة، ومنذ ثلاث سنوات لم يتم عمل أي صيانة له، وهو بحاجة إلى صيانة وإعادة تأهيل حتى نتمكن من ممارسة نشاطنًا في الجمعية؛ فالجمعية بحاجة إلى صالات عرض فنية لعرض اللوحات التشكيلية والفوتوغرافية والخط العربي، وبحاجة إلى ورش فنية لإقامة الورش المسرحية والموسيقية والخط والتشكيل والتراث والموسيقى وغيرها من الدورات، فلدينا خطة لعام 1433ه شاملة لكل أنواع الفنون.