انتقد مراقبون ومحللون سياسيون أمس تقرير بعثة مراقبي الجامعة العربية إلى سورية، معتبرين أنه يستهدف التغطية على جرائم النظام السوري ومنحه مزيداً من الوقت لسفك الدماء. وقال المعارض السوري محمد مأمون الحمصي ل "الوطن" أمس، إن "ما حدث في اجتماع الجامعة العربية بمثابة تمثيلية هزلية تؤكد خيانة الجامعة للشعب السوري وتمنح نظام الأسد مزيداً من الوقت لسحق السوريين". وأضاف "سقطت كل الأقنعة، واستمرت الجامعة في مسلسل منح المهل للنظام ليواصل سفك الدماء، ويكفي أن 420 شهيداً سورياً سقطوا أثناء وجود بعثة المراقبين بسورية، ولم يعد غريباً ولا مفاجئاً أن تخرج علينا البعثة بتقريرها الذي خلا من أي إشارة إلى مسؤولية النظام عن قتل آلاف السوريين، وعجز أولياء الأمور عن دفن جثث قتلاهم". ونفى الحمصي وجود خلافات بين جاسم والعربي. بدورها، انتقدت جماعة الإخوان المسلمين بسورية، بعثة المراقبين العرب واتهمتها ب "التغطية على جرائم النظام السوري". وقالت في بيان يحمل عنوان "بعثتهم لم تعد تعنينا" موقع باسم مرشد الإخوان زهير سالم، إنه "غدا واضحا سعي بعثة المراقبين للتغطية على جرائم النظام السوري، ومنحه المزيد من الوقت لقتل شعبنا وكسر إرادته". واتهمت البعثة ب "حماية النظام من أي موقف جاد للمجتمع الدولي" والمساواة بين الضحية والجلاد. من جهته وقال مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق المرشح المحتمل في انتخابات الرئاسة المقبلة الدكتور عبد الله الأشعل ل "الوطن"، إن "الحكومة السورية والمعارضة تريدان استقطاب الجامعة لجانبهما، فالحكومة تريد من الجامعة أن تتبنى وجهة نظرها بأن هناك مؤامرة خارجية وأن تمنحها الحق في التصدي لها بقوة السلاح، مما يعني استمرار حمام الدم. أما المعارضة فتريد أن تساعدها الجامعة بحيث تكون رقيباً على تصرفات النظام بما يسمح لها بتدويل ملف الأزمة". وأضاف "لكن للأسف كان موقف الجامعة أول من أمس أقرب لتوجهات النظام السوري، وبالتالي فقدت رابطتها بالمعارضة". وتوقع الأشعل "انهيار الدولة السورية في ظل إصرار نظام الرئيس بشار الأسد على عدم الفصل بين نظامه وبين سورية كدولة". وتابع أن "نظام الأسد يرى أنه هو الدولة السورية، وفي ظل ما يعانيه من عوامل ضعف فإنه سينهار في غضون ستة أشهر، لكن للأسف ستنهار معه الدولة". وقال "مشكلة الأزمة السورية تكمن في وجود عناصر فاعلة داخلها، فحتى لو نقل ملفها لمجلس الأمن، فإنه لن يفعل شيئاً، لأن الولاياتالمتحدة تخشى سيطرة الإخوان المسلمين على الحكم بما يؤثر سلباً على العلاقة مع إسرائيل". وتابع "وإيران وحزب الله لن يدعا سورية تتجه بعيدا وسيسعيان بقوة لاستمرار نفوذهما فيها. كما أن تركيا هي الأخرى لديها أطماع إقليمية، وكلها عوامل تؤثر بصورة أو بأخرى على تطورات هذا الملف". واستبعد الأشعل وجود خلافات بين رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم، وأمين عام الجامعة العربية نبيل العربي، مشيراً إلى أن "الحديث عن خلافات غرضه استمرار الوضع في سورية على ما هو عليه ومنح النظام مزيداً من الوقت لمواصلة ما يقوم به ضد شعبه".