اتهمت جماعة الإخوان المسلمين في سوريا، تقرير بعثة مراقبي الجامعة العربية ب»التغطية على جرائم النظام السوري»، يأتي ذلك، فيما دعت تركيا المعارضة السورية الى مواصلة تحركاتها ضد نظام الرئيس بشار الاسد ب»السبل السلمية». وانتقد بيان صدر عن جماعة الإخوان المسلمين في سوريا تقرير بعثة مراقبي الجامعة العربية التي اتهمها ب»التغطية على جرائم النظام السوري». وجاء في البيان الذي يحمل عنوان «بعثتهم لم تعد تعنينا» أنه «غدا واضحا سعي بعثة المراقبين العرب الى التغطية على جرائم النظام السوري، ومنحه المزيد من الوقت والفرص لقتل شعبنا وكسر ارادته»، متهمة البعثة ب»حماية هذا النظام من أي موقف جاد للمجتمع الدولي». وندد البيان الذي يحمل توقيع زهير سالم الناطق الرسمي باسم جماعة الإخوان المسلمين ب»استرسال الأمانة العربية للجامعة العربية في استرضاء النظام السوري حتى قبل استقبال بعثة المراقبين العرب»، مذكرا ب»شرط وزير الخارجية السوري وليد المعلم الذي جاهر به في مؤتمر صحفي تحت سمع الجامعة العربية وبصرها (قائلا) إن توقيعنا على البروتوكول لا يعني قبولنا بالمبادرة العربية». وتابع أنه بعد ذلك «لم يعد غريبا ولا مفاجئا أن تخرج علينا بعثة المراقبين العرب بتقريرها الذي خلا من أي إشارة إلى مسؤولية النظام عن قتل آلاف السوريين، بمن فيهم مئات الأطفال، وبما في ذلك مسؤولية ذلك النظام عن عجز أولياء الأمور عن دفن جثث قتلاهم». كما اتهم بعثة المراقبين العرب بأنها «تسوي بين الضحية والجلاد، وتوازي بين آلة القتل الرسمية بيد الوحدات العسكرية النظامية وغير النظامية بدباباتها ومدفعيتها وصواريخها، وبين عمليات فردية للدفاع عن النفس، أقرتها قوانين الأرض وشرائع السماء». وتابع البيان «إننا في جماعة الإخوان المسلمين في سورية، نؤكد للرأي العام الوطني، وللجامعة العربية، وفي ضوء تقرير بعثتها المنحاز للنظام القاتل المستبد أن أمر بعثتكم هذه لم يعد يعنينا». وكان المراقبون بدأوا مهمتهم في 26 ديسمبر الماضي في دمشق بينما وصل آخر وفود المراقبين السبت قادما من الأردن لمراقبة تطبيق الخطة العربية للخروج من الأزمة التي تنص على وقف العنف. وكان مصدر دبلوماسي عربي اطلع على التقرير الذي قدمه الفريق السوداني محمد الدابي رئيس بعثة المراقبين العرب إلى اللجنة العربية افاد ان هذا التقرير يدعو الى مواصلة عمل البعثة ويشير الى «مضايقات» حصلت من قبل النظام والمعارضة على حد سواء. إلى ذلك، دعا وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو المعارضة السورية الى مواصلة تحركاتها ضد نظام الرئيس بشار الاسد «بالسبل السلمية» وذلك خلال لقاء عقده مع وفد من المجلس الوطني السوري، على ما قال متحدث باسم الخارجية أمس الاثنين. وقال المصدر إن «المعارضة السورية تطالب بالديموقراطية، وقلنا لهم خلال لقاء الاحد انه ينبغي القيام بذلك بالسبل السلمية»، مشيرا الى ان برهان غليون رئيس المجلس الوطني كان من بين اعضاء الوفد العشرة الذين شاركوا في الاجتماع. وهو اللقاء الثالث منذ اكتوبر بين داود اوغلو والمجلس الوطني السوري الذي يضم غالبية تيارات المعارضة في سوريا، كما اعلن المتحدث الذي اضاف ان المجلس الوطني افتتح مكتبا في اسطنبول. وانضمت تركيا التي كانت على علاقة جيدة في الماضي مع النظام السوري برئاسة الرئيس بشار الاسد، الى الجامعة العربية لفرض عقوبات على نظام دمشق المتهم بقمع حركة الاحتجاجات المناهضة للنظام بقوة. وجمدت انقرة المبادلات التجارية مع سوريا حليفتها السابقة.