يعبر الخطاط عائض عبيد بأمنياته السابقة حين كان لاعبا في نادي الوديعة سابقا( أبها حاليا) متجاوزا ما كان يرومه بوصفه رياضيا من تمثيل مشرف للرياضة السعودية إلى صعود منصة التميز بوصفه خطاطا لفت الأنظار من خلال مشاركاته العديدة، والدورات التي يقيمها بين الحين والآخر. يقول عبيد: الخط العربي من الفنون الجميلة، ونفخر بأجدادنا الذين فتحوا العالم وتفننوا في التصميمات الخطية، وأبدعوا في إخراج لوحات فنية، حيث عبّر الخط العربي خلال مساره الطويل عن ملامح حضارتنا العربية والإسلامية، مبينا أن للخط العربي موقعا أصيلا ومركزا عميقا يتبدى جماله على يد الكاتب والمعلم. وعن أفضل الطرق لتعلم الخط العربي، أوضح أنها عدة طرق، أبرزها طريقة الشف (إعادة كتابة الحروف بالشف بالشفاف)، وطريقة الاقتفاء (رسم الحرف بالنقط ثم يمرر القلم عليها)، وطريقة التظليل (حروف أو كلمات بلون باهت يمرر المتدرب يده بالكتابة عليها)، وطريقة المحاكاة (بالنظر للحرف المكتوب ومن ثم محاكاته)، وطريقة التصحيح. وعن بدايته كرياضي ألمح إلى أنه كان يتمنى تمثيل الوطن رياضيا، فلم يتحقق له الحلم، لافتا إلى أنه نال شرف تمثيل الوطن مع مجموعة كبيرة من الخطاطين في ملتقى المصحف الشريف بالمدينة المنورة. وبين أنه استهدف المدارس والطلاب مباشرة لنقل هذا الفن إلى نفوس التلاميذ، مشيرا إلى وجود أندية خاصة للخط العربي في بعض المدارس ويقوم عليها مدربون مجيدون من المعلمين. وذكر أن الصدفة هي التي جعلته مدربا متعمقا في فن الخط عندما زاره زميل له ومعه مجموعة من الخطاطين في منطقة عسير، حيث أحب الفن وبدأت الانطلاقة، قائلا: بدأت متأخرا جدا ولا أريد للأجيال المقبلة أن تتأخر مثلي، بل أريدهم أن يبدؤوا من الصغر ليتعرفوا على مزايا وخفايا هذا الفن العريق. وعن الجانب المادي المرجو من الخط العربي كشف عن أن هناك فئة قليلة من الخطاطين استغلوا الفن من جانب واحد فقط وهو الجانب المادي وأصبح تفكيرهم ماديا، ولكنهم قلة وقدراتهم محدودة وأنفاسهم قصيرة. وعن محاضرة أسرار خط الرقعة التي قدمها مؤخرا في مركز "ابن البواب" بمنطقة عسير أكد أن لكل نوع من أنواع الخط العربي أسراره وفنونه ومميزاته التي يستطيع المتدرب تعلمها واكتشافها كلما تعمق في النوع، مضيفا أن خط الرقعة خط جميل وسهل، يمتاز بالمرونة والليونة والسرعة، لذلك هو خط محبب للجميع، وله أنواع منها الرقعة النموذجي المفرق، والنموذجي المشبك، والنموذجي المرسل، وجميعها تصب في قاعدة واحدة. وأردف أن هناك بعض الاختلافات التي لا يتحسسها إلا المتخصصون، فالرقعة حروفه المنتصبة تميل لليمين، وحروفه النازلة لليسار بشكل جميل وميول غير مخل. وعن تدريس الخط في مناهج التعليم قال: مادة الخط في مدارسنا تمر بمرحلة حرجة للغاية؛ لأنها كانت تسند للمعلم الأقل نصابا وقد يكون سيئ الخط، وفاقد الشيء لا يعطيه، ولكن مع المناهج الجديدة المطورة أسندت مادة الخط لمعلم اللغة العربية، وهناك اختزال واختصار شديد لمادة الخط، فنصف صفحة أو صفحة كاملة لا تكفي أبدا للتدريب على الخط وتطويع اليد على الكتابة. ودعا إلى جعل التقنية وسيلة مساعدة في توصيل وتنفيذ برامج الخط العربي، مفيدا أن لها دورا سلبيا يتمثل في التوجه الكلي للأجهزة وتعطيل مهارات وقدرات اليد وجمودها عن الكتابة.