الخط العربي أحد فروع اللغة العربية كما انه من لغات الحوار وهو أحد الفنون الجميلة التي يزدان بها كل شيء فلا يوجد مكان تصاحبه الزينة والفن إلا وكان الخط العربي على رأس هذه الزينة وخاصة المساجد والمتاحف والدواوين، كما ان ايدي الخطاط هي التي استطاعت ادخال الخط بين شتى الفنون من خلال الظهور بالأنواع الجمالية والتركيبات الخيالية والاشكال الفنية والهندسية والتعبيرات الجميلة مما كان لها الاثر في الوقوف امام هذا الفن وجعله جزء من الفنون الجميلة والعمارة الاسلامية والآثار التاريخية الى جانب دخول الخط في الدواوين ومجالس العلماء والاعلانات الى الاهتمام بتعليمه بشدة بالمدارس وقال علي بن ابي طالب عليكم بحسن الخط فانه من مفاتيح الرزق.. وكان الخط دائماً يعبر عن موهبة صاحبه وللخط سر في كتابته فليس كل من كتب صار خطاطاً بل ان هناك لكل حرف سراً قد يكون أعلى من العقل وتعرفه اليد فقد يكون في يد الخطاط هواء معين في السير مع الحرف لا يقدر عليه العقل فهو أشبه بما قاله المتصوفون حيث ان بعض العلوم تؤخذ عن طريق القلب دون التفكير بالعقل مثل الخط به حروف تكتب باليد دون العودة الى العقل والتفكير كما ان الخط يصل بصاحبه الى أعلى وأسمى الروحانيات فالكتابة غير السماع فالكاتب يتأنى ويبدع، فمثلاً عند سماع الآية الكريمة..(لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعاً متصدعاً من خشية الله). فقد تمر احياناً مرور الكرام على من يسمعها ولكن عندما يكتبها الخطاط ويرتفع بفنه كان يجعل كلمة الجبل مثل الجبل او النزول باللام مثل الوادي هنا يحكي الكثير من الخطاطين باهتزاز بالايدي لشدة الاحساس بالتصدع والخشية للجبل اثناء الكتابة وقد يهز الجسم من الخوف وكذلك من يشاهدها مكتوبة مع الفكر والتمعن وعلى ذلك الكثير وقام الخط على الموهبة والابداع والتأني والتعليم والحب وكان اساتذة الخط منهم الوزير ومنهم الأمير ومنهم البشوات وأصحاب المكانة العالية والرفيعة ثم أصبح الخط مهنة وتدخل فيه أصحاب الاعمال الى أن أتى عصر العولمة والحاسب والانترنت وأصبح الخط ينازع في الدخول الى مثواه الاخير منادياً بالاستغاثة بعد ان أصبحت الخطوط منزوعة الروحانية بعيدة عن المرونة تصاحبها القوة والاستكانة بالعمل الالكتروني.. اصبح الخطاط لا يكتب ويلجأ الجميع للآلات وأهمل الخطاط خط يده ولجأ للآلة وكذلك المتعلم صار ينظر الى الخط نظرة عدم الاهتمام ولماذا نتعلمه أصبح الخط سلعة لا تحتاج إلى اليد والابداع وينحدر الخط في كل أماكنه ويتأثر معلموه وطلابه لعدم الحاجة لهم فماذا بعد مرور السنين مع هذا التقدم وأثره على الخط والذي يؤدي الى انقراضه مثل انقراض الديناصور.