أكد مدير جامعة أم القرى الدكتور بكري عساس أن المعلومات المتوفرة في الإنترنت مع غياب نظام صارم لحفظ الحقوق أصبحت بوابة لضعفاء النفوس للسطو العلمي والسرقة الفكرية، كما أن فضاء الإنترنت المفتوح أتاح المجال لكثير من الممارسات التي تحتاج إلى بحث وعلاج. وقال خلال افتتاحه أخيراً ملتقى الخبراء الذي تقيمه المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (أيسيسكو) بالتعاون مع جامعة أم القرى بعنوان (قوانين وأخلاقيات توظيف الإنترنت في البحث العلمي): تظل مسألة التوظيف الصحيح للإنترنت في البحث العلمي قضية عربية مؤرقة، فالمحتوى البحثي العلمي العربي في الشبكة ما يزال محدودا جدا. وبين عساس أن الإنترنت أصبحت اليوم جزءا حيويا في جميع المناشط الإنسانية وكذلك حركة البحث والتأليف والنشر العلمي، مما نشأ من هذا التمازج بين حركة البحث وتقنيات الإنترنت مزايا وإشكالات التي تستلزم محاولة اقتراح الحلول المناسبة لمثل هذه الإشكالات، مشيرا إلى أن أهم هذه الإشكالات ثلاث: التوثيق، الأخلاقيات، التوظيف، فالغزو في الإنترنت للبحث العلمي ما زال مربكا بسبب عدم المصداقية وغياب أي اتفاق جمعي حول مدى مشروعية هذا النوع من الغزو. وأوضح مدير المكتب الإقليمي ل"أيسيسكو" بالإمارات العربية المتحدة الدكتور عبيد الهاجري في كلمته بالملتقى أن ما تحققه الثورة المعلوماتية من خلال بيئة شبكات المعلومات والعالم الإلكتروني في الوقت الراهن لهو أم في غاية الأهمية والدقة والخطورة، كونه قوة لا يستهان بها في حياة الدول والأفراد، إلى جانب كونه مصدرا حيويا ومهما يشارك في أجوائه أنواع البشر وأجناسهم على مختلف انتماءاتهم ومستوياتهم الفكرية والثقافية. وأشار إلى أن الواقع فرض جملة من التحديات التي تواجه مجتمعاتنا حكومات وأفرادا فأصبح لزاما مواجهتها ودراستها وتحليلها من أجل توفير القاعدة العلمية الكفيلة باستثمارها وتوظيفها بالشكل الصحيح والمنهجي وفق تشريعات وقوانين وأنظمة تنظم العلاقة وتحكم التعامل مع وسائل التكنولوجيا والاتصال الحديثة، مع ضرورة التعاون الدولي ونشر الوعي المطلوب حول كيفية استثمار هذه الشبكات وتوظيفها في مجالات البحث العلمي.