افتتح معالي مدير جامعة أم القرى الدكتور بكري بن معتوق عساس مساء اليوم ملتقى الخبراء ( قوانين وأخلاقيات توظيف الإنترنت في البحث العلمي ) الذي تنظمه المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة ( أيسيسكو ) بالتعاون مع جامعة أم القرى خلال الفترة من 8 إلى 11 صفر الجاري ، بمشاركة نخبة من الخبراء والباحثين من مختلف الأقطار العربية وجامعة أم القرى وذلك بقاعة الملك فيصل بالمدينة الجامعية في مكةالمكرمة. وبدئ الحفل الخطابي الذي أقيم بهذه المناسبة بتلاوة آيات من القرآن الكريم ، ثم ألقى مدير المكتب الإقليمي للأيسيسكو في الإمارات العربية المتحدة الدكتور عبيد سيف الهاجري كلمة المنظمة نقل فيها شكر وتقدير معالي مدير عام المنظمة الدكتور عبدالعزيز بن عثمان التويجري لحكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - على دعمها المتواصل والاهتمام المستمر للمنظمة مما مكنها بحمدالله من أداء رسالتها تجاه النهوض بواقع الأمة العربية والإسلامية. وقال " إن الواقع فرض جملة من التحديات التي تواجه مجتمعاتنا حكومات وأفراد ، فأصبح لزاما مواجهتها ودراستها وتحليلها من أجل توفير القاعدة العلمية الكفيلة باستثمارها وتوظيفها بالشكل الصحيح والمنهجي وفق تشريعات وقوانين وأنظمة تنظم العلاقة وتحكم التعامل مع وسائل التقنية والاتصال الحديثة وبخاصة شبكة الانترنت مع ضرورة التعاون الدولي ونشر الوعي المطلوب حول كيفية استثمار هذه الشبكات وتوظيفها في مجالات البحث العلمي " ، مؤكدا أن هذه الرؤية لم تكن بعيدة عن منظور المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة منذ تأسيسها وخلال مسيرتها التي واكبت هذه التطورات, فقد بلورت جهودها بإصدار إستراتيجية ثقافة المعلومات والتقنية الحديثة لتكون منهجا بنت على أساسه العديد من الأنشطة بالتعاون مع أطراف دولية وإقليمية ذات العلاقة. عقب ذلك ألقى معالي مدير جامعة أم القرى كلمة عبر فيها عن سعادة الجميع بهذا اللقاء الذي يبحث مسألة مهمة باتت تؤرق الحركة البحثية العلمية في عالم اليوم, مؤكدا معاليه أن شبكة الإنترنت أصبحت اليوم جزءا حيويا في جميع المناشط الإنسانية ومن ذلك حركة البحث والتأليف والنشر العلمي,مما نشأ من هذا التمازج بين حركة البحث وتقنيات الإنترنت مزايا وإشكالات والتي تستلزم محاولة اقتراح الحلول المناسبة لمثل هذه الإشكالات. وقال الدكتور بكري عساس " من خلال معرفتي ومتابعتي أجد أن أهم هذه الإشكالات ثلاث أحدهما التوثيق ، ثانيهما الأخلاقيات ، وثالثهما التوظيف, فالغزو إلى الإنترنت في البحث العلمي مازال مربكا بسبب عدم المصداقية وغياب أي اتفاق جمعي حول مدى مشروعية هذا النوع من الغزو ، ولذلك نحن بحاجة إلى الوصول إلى تصور مناسب يمكّن الباحث من استثمار هذا الكم المعلوماتي المنشور على الشبكة مع توفر القدر الكافي من المصداقية والموثوقية ". وأضاف معاليه يقول " أما الأخلاقيات فلابد من ميثاق لها فقد أصبحت المعلومات المبذولة في النت مع غياب نظام صارم لحفظ الحقوق بوابة لضعفاء النفوس للسطو العلمي والسرقة الفكرية, كما أن فضاء الإنترنت المفتوح أتاح المجال لكثير من الممارسات التي تحتاج إلى بحث وعلاج " ، مشيرا إلى أن مسألة التوظيف الصحيح للإنترنت في البحث العلمي تظل قضية عربية مؤرقة ، وقال " إن المحتوى البحثي العلمي العربي في الشبكة لا يزال محدودا جدا " ، متسائلاً معاليه " كيف سنصنع واقعا بحثيا أكثر استثمارا لإمكانات الإنترنت الهائلة ؟ متمنيا الإجابة على هذا التساؤل بعد انتهاء المشاركين في هذا الملتقى من بحثهم ومداولاتهم ومناقشاتهم تجاه هذه القضية خلال جلسات الملتقى والتي يتأمل التوصل من خلالها إلى مخرجات جيدة تسهم إسهاما حقيقيا في حل معضلات هذه القضية ". ونوه معاليه بالدعم الكامل الذي يقدمه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين - حفظهما الله - للتعليم العالي ، كما أشاد بمتابعة واهتمام معالي وزير التعليم العالي الدكتور خالد بن محمد العنقري بمسيرة التعليم العالي في المملكة وحرصه على تحقيق رؤية خادم الحرمين الشريفين - أيده الله - ، معربا عن شكره العميق للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة ( الأيسيسكو ) على دعمها وتعاونها مع الجميع. // يتبع //