قال الباحث الأميركي المعروف فريدريك كيجان إن على الولاياتالمتحدة أن ترد بحزم على التصريحات الإيرانية الأخيرة التي اعتبرها كيجان استفزازية بقدر يبرر الرد. ويأتي تعليق كيجان في سياق حوار واسع بين الخبراء الأميركيين الذين ينقسمون فيما بينهم حول ما يتعين على واشنطن أن تفعل للرد على التصريحات الإيرانية التي انتقلت من تحذير واشنطن من إرسال قطعها البحرية إلى الخليج إلى تهديد الكويت باستثمار حقل مشترك للغاز الطبيعي بين البلدين بصورة منفردة إلى التهديد بإغلاق مضيق هرمز. وفيما يذهب كيجان الذي يعمل في معهد "أميركان انتبرايز انستيتيوت" إلى ضرورة الرد دون إبطاء فإن باحثين آخرين مقربين إلى الإدارة من مركز "تقدم أميركا" يقولون إن التحذيرات يجب أن تمضي بلا رد وأن إستراتيجية محاصرة إيران اقتصادياً وعزلها دولياً يجب أن تستمر في مسارها العادي الذي يبدو أنه السبب الحقيقي في فقدان طهران لرباطة الجأش. وقال كيجان الذي عرف بأنه مهندس خطة زيادة القوات الأميركية في العراق عام 2007، إن بوسع الولاياتالمتحدة أن توضح أنها مستعدة لتكرار ما حدث في خلال ما سمي بحرب الناقلات في الثمانينيات أثناء الحرب العراقية – الإيرانية، حين عمدت إيران إلى إغراق ناقلات للنفط في الخليج فتصدت البحرية الأميركية لها بالقوة وأغرقت قطعاً بحرية إيرانية مما أدى إلى وقف التدخلات الإيرانية في سير الملاحة بالمنطقة. وأضاف الباحث الأميركي "بوسع إدارة الرئيس أوباما إصدار بيان واضح اللهجة يؤكد استعداد الولاياتالمتحدة لضمان حرية الملاحة في الخليج باستخدام كل الوسائل الممكنة؛ إذ إن ذلك يعد تطبيقاً للقانون الدولي الذي يجرم إغلاق المسارات البحرية الدولية مثل مضيق هرمز. إن ادعاء إيران بملكية الجزر التي استولت عليها عنوة من الإمارات العربية المتحدة ثم قولها إن مضيق هرمز هو بالتالي مياه إيرانية تعود فيه السيادة لإيران هو مخالفة صريحة للقانون الدولي، كما أن القول بأن المضيق هو مياه إيرانية هو عبث فارغ". وقال كيجان إن عدم إصدار بيان من هذا النوع من الإدارة يمهد لأخطاء قد ترتكبها طهران في حساباتها، وفسر ذلك بقوله "لا يوجد رئيس أميركي يمكن أن يقبل بإغلاق المضيق، وليس ثمة خيار أمام الرئيس أوباما إلا إعادة فتحه إذا ما أغلقته إيران، وتدمير القدرات العسكرية الإيرانية التي تتيح لطهران تهديده مرة أخرى. إلا أنه مع زيادة التوتر، فإن احتمال حدوث أخطاء في الحسابات في طهران يعد وارداً بقوة". وقال كيجان إن اللحظة الحالية تعد هي اللحظة الملائمة لزيادة حجم القوات البحرية الأميركية في الخليج وتكثيف قدرة الولاياتالمتحدة على تطهير الألغام التي يمكن أن يزرعها الإيرانيون في المضيق.