خاضت إيران والولايات المتحدة اشتباكاً كلامياً أمس، بعدما اعتبرت الأولى أن إغلاق مضيق هرمز الحيوي لنقل النفط، «أسهل من شربة ماء»، فيما أعلن الأسطول الخامس الأميركي أنه لن يسمح بتعطيل حركة الملاحة في المضيق. وكان التهديد الإيراني الثاني من نوعه خلال يومين، إذ أعلن الثلثاء محمد رضا رحيمي، النائب الأول للرئيس الإيراني، أن «أي نقطة نفط لن تمرّ عبر هرمز، إذا فُرِضت عقوبات على (صادرات) النفط الإيرانية»، فيما تنفذ البحرية الإيرانية مناورات شرق المضيق منذ السبت الماضي. وقال قائد البحرية الأميرال حبيب الله سياري «إغلاق هرمز سهل جداً للقوات المسلحة الإيرانية، ويشبه شرب كأس ماء كما نقول بالفارسية». وأضاف: «الجميع يعرفون مدى أهمية مضيق هرمز وطابعه الاستراتيجي، وهو تحت سيطرة إيران في شكل كامل، ولكن لا حاجة الآن إلى إغلاقه، لأننا نسيطر على بحر عُمان ويمكننا السيطرة على المضيق». في دبي، حذر المندوب الإيراني لدى منظمة «أوبك» محمد علي خطيبي من أن حظر النفط الإيراني «سيوجِد وضعاً استثنائياً، ويمكن أن يحدث أي شيء حينئذ. إذا أُغلِق هرمز، لن يتسنى تصدير أي نفط من الخليج، وهذا وضع سيء للجميع. نأمل بألا يتحقق أسوأ الاحتمالات». وقال ل»الحياة» مصدر في المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني إن طهران لا تري فرقاً بين حرب عسكرية وأخرى اقتصادية. وزاد: «إذا أصبحت إيران في أجواء حرب، سيعني ذلك أن كلّ الخيارات ستكون علي الطاولة». وشدد على أن إيران تنظر جدياً في عرقلة عبور النفط عبر هرمز، إذا مُنعت من تصدير نفطها، معتبراً تصريحات المسؤولين الإيرانيين في هذا الشأن «تحذيراً للغرب من أجل الامتناع عن حظر النفط» المصدَّر من الجمهورية الإسلامية. لكن الأسطول الخامس الأميركي أكد أنه لن يسمح بتعطيل حركة الملاحة في هرمز. وقالت ناطقة باسم الأسطول: «التدفق الحرّ للسلع والخدمات عبر مضيق هرمز، ذو أهمية حيوية للإزدهار الإقليمي والعالمي. كلّ من يهدد بتعطيل حرية الملاحة في مضيق دولي، يقف بوضوح خارج المجتمع الدولي، ولن نقبل بأي تعطيل». وأشارت إلى أن الأسطول الخامس «يحتفظ بوجود قوي في المنطقة، وهو مستعد دوماً لردع أو مواجهة أي نشاط مزعزع للاستقرار، لضمان حرية الملاحة» في هرمز. ورأى الناطق باسم الخارجية الأميركية مارك تونر في التهديدات الإيرانية «عاملَ ترهيب»، معتبراً أنها «محاولة جديدة لتحويل الانتباه عن مشكلة حقيقية هي عدم احترام إيران المتواصل لواجباتها الدولية في الملف النووي». في باريس، حضّ الناطق باسم الخارجية الفرنسية برنار فاليرو طهران على «احترام القانون الدولي، خصوصاً حرية الملاحة في المياه والمضائق الدولية». وقال: «هرمز مضيق دولي، وعبوره حقّ لكلّ السفن، أياً يكن العَلَم الذي ترفعه، بموجب اتفاق الأممالمتحدة لعام 1982 في شأن البحار والملاحة الدولية». كما أعلن ناطق باسم وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين اشتون أن «الاتحاد ينوي فرض سلسلة جديدة من العقوبات على إيران، ولن يتخلى عن هذه الفكرة»، على رغم تهديدها بإغلاق هرمز. وقد تشمل العقوبات حظر النفط الإيراني.