تقود الفنانة السورية فدوى سليمان مظاهرات احتجاجية في حمص وتحديدا في منطقة بابا عمرو وأشد المناطق خطورة في الأحداث الجارية في سورية. وتصف فدوى سليمان التي ظهرت على أكثر من قناة فضائية رحلتها الاحتجاجية بين درعا جنوبا ودمشق العاصمة ثم حمص في وسط سورية بأنها رحلة البحث عن الحرية. ليست فدوى سليمان هي الفنانة الوحيدة التي تقف إلى جانب الشعب السوري المطالب بالحرية، منذ تفجر الثورة في مارس من عام 2011 لكنها تمتاز عن البقية بأنها تشارك في الثورة من داخل سورية وتقود المظاهرات. وواجه الفنانون السوريون على غرار بقية السوريين اختيارات صعبة فيما يتعلق بأي جانب عليهم أن يكونوا، ومثلما حدث في المجتمع فقد انقسم الفنانون السوريون بين مؤيد للنظام ومعارض له، لكن معظم المعارضين غادروا سورية بعضهم تحت ذريعة الارتباط بمشاريع في الخارج، وبعضهم أعلنها صريحة مثل الفنانة مي سكاب وريما فليحان التي هربت عبر الأسلاك الشائكة باتجاه الأردن. وفي مكالمة هاتفية مع ناشطين سوريين في مدينة درعا أبلغوا فيها "الوطن" أن عددا غير قليل من الفنانين السوريين تم تهريبهم بواسطة ناشطين في الثورة السورية عبر حقول الألغام التي زرعها الجيش السوري مؤخرا لوقف نزوح المواطنين السوريين إلى الأردن. ويبدو أن الدراما السورية تواجه كارثة حقيقية بعد مرور ما يقارب 10 أشهر على الاحتجاجات في الشارع السوري وانقسام الفنانين والاستغناء عن بعضهم في الأعمال الدرامية بسبب مواقفهم السياسية، وجاءت المقاطعة العربية لتشكل عبئا إضافيا على الدراما السورية، حيث قاطعت بعض الشركات الخليجية أعمال الفنانين المؤيدين للنظام ومنهم سلاف فواخرجي وزهير عبدالكريم والمخرج نجدت إسماعيل أنزور وزهير عبدالكريم وغيرهم، وبالمقابل أعلنت 22 شركة إنتاج سورية مقاطعتها للفنانين الذي وقعوا بيانا يدعو إلى فك الحصار عن مدينة درعا، فيما سمي ب"نداء الحليب" إلى جانب توجيه تهم قضائية إلى عدد من الفنانين بتهمة التظاهر بدون ترخيص رسمي. وفضل عدد غير قليل من الفنانين والمخرجين الفرار من سورية، حيث وصلت إلى بعضهم تهديدات بالقتل كما صرح بذلك السينارست حكم البابا، ومما يؤكد صحة هذه المزاعم اعتقال الفنان محمد آل رشي وتعذيبه على يد أجهزة الأمن، والاعتداء على الفنان جلال الطويل، وقدرت أوساط فنية أن عدد الفنانين الذين غادروا سورية خلال الأحداث يزيد عن 80 فنانا، ومنهم فهد عابد وجمال سليمان اللذان هربا إلى القاهرة بينما لاذ المخرجان السوريان محمد وأحمد ملص ببيروت لفترة من الزمن قبل أن يلوذا بالفرار إلى القاهرة.