الفائزون بجائزة خادم الحرمين العالمية للترجمة في دورتها الرابعة، تسلموا جوائزهم في جمهورية الصين الشعبية، العام المنصرم برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وبحضور نائب وزير الخارجية، عضو مجلس إدارة مكتبة الملك عبدالعزيز العامة، رئيس مجلس أمناء الجائزة الأمير عبدالعزيز بن عبدالله، في الوقت الذي عد فيه المراقبون الجائزة مشروعا ثقافيا عالميا يهدف إلى تعزيز الحوار الحضاري والتواصل العلمي والمعرفي بين الشعوب كافةً. خاصة أن ارتباط الجائزة باسم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بما يحظى به من مكانة رفيعة على المستوى العربي والإقليمي والدولي كان له أكبر الأثر في تأكيد عالميتها وتعزيز قدرتها على تحقيق أهدافها في تنشيط حركة الترجمة من اللغة العربية وإليها، وتشجيع كبريات المؤسسات العلمية والأكاديمية لترشيح أفضل الأعمال لنيل شرف التنافس على الجائزة. وعزت الجائزة النجاح الكبير الذي تحقق لهذا المشروع العلمي والثقافي والحضاري منذ انطلاقته إلى التوجيهات الكريمة من لدن خادم الحرمين الشريفين، لتعزيز الحوار بين الحضارات والتوافق في المفاهيم بين ثقافات الشعوب المختلفة التي تمثل في مجملها الإرث الجماعي والمشترك للإنسانية، مؤكداً أن الصدى الكبير الذي حققته الجائزة يمثل ملمحاً من ملامح نجاح المشروع الحضاري لخادم الحرمين الشريفين لإشاعة قيم الحوار والثقافة انطلاقاً من وسطية الإسلام الحنيف ودعوته المتجددة لنبذ دعاوى الصراع والسعي إلى نقاط الالتقاء المشتركة للتعايش في عالم يسوده السلام والتعاون من أجل تقدم ورخاء البشرية، وانتصاراً لمنظومة القيم النبيلة التي يسعى خادم الحرمين الشريفين، حفظه الله، لترسيخها من خلال مبادراته الحضارية والإنسانية على أكثر من صعيد. يذكر أن عدد الأعمال التي تم ترشيحها للجائزة في مجالاتها الخمسة العام المنصرم بلغ 96 عملاً، تم إخضاعها لجملة من المعايير والضوابط الخاصة بالأصالة العلمية والالتزام بحقوق الملكية الفكرية وجودة الترجمة، وذلك من خلال لجان للتحكيم تضم نخبة من الخبراء في ميدان الترجمة لاختيار أفضل الأعمال. وفي سياق متصل قال سفير جمهورية الصين الشعبية لدى المملكة يانج هونج لين "إن تنظيم حفل تسليم جائزة خادم الحرمين الشريفين العالمية للترجمة في الصين، يؤكد حرص القيادة السعودية الرشيدة على تمتين علاقات الصداقة الاستراتيجية، مؤكداً على أهمية الجائزة في تنشيط حركة الترجمة وتجاوز حواجز اختلاف اللغة من أجل تحقيق التعاون والتواصل بين الأمم والشعوب، لذا فإن هذه الجائزة التي أطلقها خادم الحرمين الشريفين تتواصل مع مبادرته العظيمة للحوار بين أتباع الأديان والحضارات الإنسانية". وأثنى على تكريم الجائزة للبروفسور الصيني "تشونج جيكون" لجهوده في مجال التدريس والترجمة من اللغة العربية إلى الصينية، مؤكداً أن ذلك يمثل حافزاً للمزيد من الأكاديميين والباحثين في الصين لترجمة الأدب والتراث العربي إلى اللغة الصينية. وختم السفير الصيني بالمملكة حديثه مؤكداً أنه منذ أكثر من ألف سنة كانت الحضارتان الصينية والإسلامية على تواصل مستمر وأسهمتا في مسيرة الحضارة الإنسانية، من خلال التعاون بين الباحثين والمفكرين الصينيين والعرب، الأمر الذي توج أخيرًا بتدشين مشروع ترجمة ونشر ألف مؤلف كلاسيكي باللغة العربية خلال السنوات العشر المقبلة، الذي أعلن عنه ضمن مشروع ضخم للترجمة المتبادلة ونشر المؤلفات الكلاسكية الصينية والعربية، وذلك على هامش الدورة الثانية للمنتدى الاقتصادي والتجاري بين الصين والدول العربية الذي عقد أخيرًا في الصين.