واصلت القوات السورية أمس هجومها على المناطق التي تصفها السلطات هناك بأنها مهد الانتفاضة السورية حيث أفادت مصادر المعارضة بمقتل 32 شخصا في إدلب وحمص، بينما وصلت إلى دمشق طليعة مراقبي الجامعة العربية لمراقبة الالتزام بخطة السلام التي ترعاها الجامعة. وفي سياق متصل كشف تقرير للمنظمة العالمية للحملات "آفاز" أمس أن عدد ضحايا حملة القمع التي ينفذها نظام بشار الأسد بلغ 6,237 شخصا على الأقل حتى الآن، إضافة إلى 37 ألف معتقل وفقا لبيانات أعلنتها. وتظهر هذه الحصيلة الجديدة أن هناك شخصا واحدا من بين 300 شخص إما قد تعرض للقتل أو للاعتقال، منذ بداية الانتفاضة في سورية. وأكد الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي أمس أن الجامعة ستستضيف مطلع العام الجديد مؤتمرا موسعا للمعارضة السورية. وقال للصحفيين إن "وفدا من الجامعة العربية الذي يضم اثنين من الأمناء المساعدين هما سمير سيف اليزل ووجيه حنفي سيجري مباحثات مع كافة المسؤولين السوريين لترتيب جميع التفاصيل الخاصة بالبعثة التي تضم مراقبين مدنيين وعسكريين عربا فقط. وأضاف أن رئيس بعثة المراقبين العرب الفريق أول أحمد محمد مصطفى الدابي سيصل غدا إلى العاصمة السورية. وأوضح العربي أن "مهمة البعثة هي التحقق من تنفيذ الحكومة السورية لتعهداتها بموجب خطة العمل العربية التي وافقت عليها الحكومة السورية وتوفير الحماية للمدنيين العزل والتأكد من وقف كافة أعمال العنف من أي مصدر كان والإفراج عن المعتقلين بسبب الأحداث الراهنة". وأضاف أن المهمة تنص أيضا على "التأكد من سحب وإخلاء جميع المظاهر المسلحة من المدن والأحياء السكنية التي تشهد حركات احتجاجية والتحقق من منح الحكومة السورية رخص الاعتماد لوسائل الإعلام العربية والدولية والتحقق من فتح المجال أمامها للتنقل بحرية في جميع أنحاء سورية وعدم التعرض لها حتى تتمكن هذه الأجهزة من رصد ما يدور حولها من أحداث". وأكد أن "حماية البعثة هي مسؤولية الدولة المضيفة وهذا أسلوب متبع في جميع مناطق العالم". وكشف أن الجامعة العربية ستتلقى في 26 ديسمبر الجاري "مقترحات من المعارضة السورية حول رؤياها للمرحلة المقبلة" ثم "تستضيف الجامعة العربية في الأسبوع الأول من يناير مؤتمرا موسعا للمعارضة السورية". وفي غضون ذلك دعا الناشطون إلى التظاهر اليوم تحت شعار جمعة "بروتوكول الموت" في إشارة إلى بروتوكول المراقبين العرب الذي وقعته سورية الاثنين الماضي مع الجامعة العربية معتبرين ذلك "مناورة" من النظام. واعتبر الناشطون أن النظام استغل توقيع البروتوكول لتكثيف عملياته العسكرية "الهمجية" التي يخوضها ضد المدن المتمردة منذ بدء حركة الاحتجاج.