أعلن رئيس بعثة المراقبين العرب في سورية الفريق أول الركن محمد الدابي أن عدد القتلى الذين رصدتهم البعثة بلغ 136 حالة قتل من الجانبين الحكومي والمعارض على السواء وذلك خلال الفترة التي يغطيها التقرير (من 24 كانون الأول (ديسمبر) إلى 19 كانون الثاني (يناير). وقال الدابي في مؤتمر صحافي في مقر الجامعة العربية أمس إن هذا العدد يشمل ضحايا التفجيرات. واتهم الدابي الإعلام بأنه يجمع القتلي والمصابين معاً، رافضاً حديث المعارضة عن وجود مجازر في ظل وجود البعثة. وقال الدابي موضحاً: «ليس واجبي أن أرد على المعارضة، فلتقل ما تقول، وتتخيل ما تتخيل»، مؤكداً أن فقدان شخص واحد خسارة كبيرة للبشرية. ولفت إلى أن وجود البعثة العربية قلل بنسبة كبيرة جداً ما كان يحدث. وأكد أن الحكومة السورية التزمت بسحب الآليات العسكرية من المدن تنفيذاً للمبادرة العربية إلى حد كبير. ورفض الدابي التعليق على سحب السعودية لمراقبيها، غير انه قال ان الخطوة لن تؤثر على عمل البعثة، خصوصاً أنه سيتم تدعيمها. وأوضح أن التقرير الذي قدَّمه للجامعة تم كتابته بناء على تقارير المراقبين في ال15 قطاعاً التي عملوا فيها، بعد اجتماع لرؤساء المجموعات في دمشق وانه تمت مراجعتها، وتلخيصها قبل أن تقدم للجامعة. وقال: «هناك تطورات إيجابية تمت من الجانب السوري ولكنها ليست كافية»، مؤكداً أن البعثة مكلفة بالتحقق في التزام سورية بالخطة العربية والبروتوكول على الأرض ورفع تقرير للجامعة العربية، وليست مكلفة بتقصي الحقائق أو إبداء الرأي السياسي. وقال الدابي: إن البيانات متضاربة حول أعداد المعتقلين، ووفقاً لبعض التقديرات فإن الإعداد تتجاوز 20 ألفاً، وبعضها يقدرهم ب 16 ألفاً، أو 12 الفاً. وأكد أن البعثة تأكدت من إفراج الحكومة السورية عن 3480 قبل مرسوم الإفراج وعن 1669 بعد المرسوم. كما قال إن البعثة تأكدت من دخول 36 وسيلة إعلامية ووجودها على الأرض داخل سورية. ولفت إلى ما سماه ب «قسوة الإعلام على بعثة المراقبين». وقال «لم نتأثر بما يقال». ونفى الدابي أن يكون طلب تمديد عمل البعثة، موضحاً أن كل ما قدمه هو توصية بزيادة الإمكانات والقدرات والدعم اللوجستي والسياسي والإعلامي إذا كانت هناك نية لتمديد عمل البعثة، وأنه طالب بإطلاق عملية سلمية وانطلاق حوار وطني بالتوازي لأن وجود البعثة مع الحوار الوطني يحقق نتائج إيجابية. وشدد الدابي على أن البعثة لم تقع في أي خطأ، وقال: «إننا لا نكتب مذكرة تصديق قبل التحرك، ولا نخطر الحكومة السورية إلا بعد أن نرتدي ملابس المهمة، ولا تقيدنا الحكومة السورية، فقط نبلغهم في حالات التحرك إلى مسافات طويلة لتوفير الحماية... ليست لنا مصلحة في أن يبقى النظام الحاكم في سورية أو أن يزول». كما أكد الدابي مجدداً أن عضو البعثة المراقب الجزائري أنور مالك انسحب من البعثة مقدماً أعذاراً إنسانية بينها ان زوجته مريضة وبالتالي لم يشارك في عملية الانتشار. ونفى الأمين العام المساعد للجامعة السفير وجيه حنفي أي اختلاف في الرؤى بين تقرير البعثة، وتقرير الأمين العام للجامعة نبيل العربي المقدمين لمجلس الجامعة على مستوى وزراء الخارجية أول من أمس. وقال حنفي إن بيان العربي «سياسي» أما بيان الدابي «فني ميداني».