على الرغم من تغطيتها لمسابقات رياضية مختلفة وتوثيقها لأحداثها بكاميرتها الفوتوجرافية ومرافقتها للمنتخب السعودي الأول في البحرين إبان تصفيات كأس العالم الماضية وفي خليجي 20 بعد وفي بطولة آسيا بالدوحة، إلا أن المصورة الفوتوجرافية السعودية سوزان إسكندر تأمل بأن يسمح لها كامرأة بدخول الملاعب السعودية على غرار تغطيتها لمنافسات الفروسية والراليات والألعاب البحرية. الإعلاميات الرياضيات البعض منهن دخل المجال الرياضي صدفة، والبعض الآخر لحبهن لكرة القدم، وهن في تزايد، ذلك أن دور المرأة لم يعد محصوراً في مجالات معينة، كون الانفتاح الذي يشهده العالم اليوم لا يضع فوارق بين الجنسين والغلبة في الأخير لمن يستطيع أن ينجح بغض النظر عن كونه ذكرا أو أنثى. "الوطن" تستعرض تجارب هؤلاء الإعلاميات، وتتطرق إلى المعوقات التي اصطدمن بها، وطبيعة المنافسة مع الرجال، وكثير من التفاصيل الأخرى التي تختبئ في تفاصيل القصة. تعاون وقبول تقول المصورة الفوتوجرافية السعودية سوزان إسكندر "بدأت العمل كمصورة رياضية في تغطية الراليات بالأردن منذ 6 سنوات ثم انطلقت إلى باقي المسابقات الرياضية حيث أعمل منذ عامين في تغطية رالي حائل الذي يشرفني أمير المنطقة بدعوتي إليه كل عام. كما أنني أغطي أنشطة الفروسية منذ 4 سنوات وكذلك الألعاب البحرية في جدة صيفاً. سافرت كثيراً إلى المغرب حيث الماراثون هناك وكوني عضوة في جمعية المصورين الصحفيين العرب منذ 6 سنوات." وعن الصعوبات التي تعرضت لها في تغطياتها لمسابقات كرة القدم تقول "لم أجد أي صعوبات خارج المملكة وأنا أرافق المنتخب السعودي في تصفيات كأس العالم في البحرين أو خليجي 20 في عدن أو كأس آسيا في الدوحة؛ بل إنني أستعد الآن للرحيل إلى قطر لتغطية الدورة العربية هناك، وعلى العكس فقد تعاون معي جميع الزملاء من الرجال ودعموني وساندوني." وحول نظرة المجتمع إلى الإعلامية الرياضية تقول "حتى الآن أرى أن المجتمع السعودي لا يتقبل وجود مصورة في ملاعب كرة القدم المحلية، إنما النظرة طبيعية في الألعاب الأخرى ربما لاختلاف طبيعة الألعاب الأخرى كالفروسية أو حتى كرة الطائرة الشاطئية التي حضرتها في جدة في الصيف الماضي. وبشكل عام أجد أن النظرة تغيرت كثيراً إلى المرأة كإعلامية خلال السنوات الثلاث الماضية ولم تعد هذه المهنة غريبة بل تحظى بالقبول." مساواة بالرجال من جهتها، تقول الإعلامية السعودية هناء العلوني إنه بالرغم من تقبل الوسط الرياضي لوجودها إلا أن هناك فئات من المجتمع ما زالت لا تعترف بهذا الوجود. وتؤكد بأن عدم الوجود في الملاعب يعتبر من أكبر المعوقات أمام الإعلامية التي ترغب في ممارسة عملها في المملكة بالوجه الصحيح. وتضيف "أعتقد أنه لا توجد معوقات شديدة تحتاج إلى قرار وتسهيل سوى وجودنا في الملاعب فقط، لأن الصحافة مهنة المتاعب، ونحن نتمتع بالتعب إنما نطلب مساواتنا بالإعلامي الرجل." وتتابع العلوني "أطمح في تأسيس جمعية أو اتحاد للصحفيين الرياضيين وتطوير مستوى الإعلامي الرياضي، وأتمنى وجود إعلاميات رياضيات سعوديات فكثرة الوجود ستوجد مجتمعاً متقبلاً". تفهم الزوج بدأت الإعلامية الأردنية هبة صباغ العمل في الإعلام الرياضي عام 1993 من خلال الصحف الأردنية، وهي تحظى بعدد من المناصب الرياضية، كأمين سر نادي المرأة الرياضي وعضو مجلس إدارة اتحاد الإعلام الرياضي وعضو لجنة المرأة في اللجنة الأولمبية الأردنية ومقدمة برنامج إذاعية وتلفزيونية. وخلال سنوات عملها في الإعلام الأردني تقول "إن البداية كانت صعبة" إلا أنها استطاعت أن تثبت نفسها في الميدان، ولا تكاد تذكر أي معوقات باستثناء التنسيق بين الأسرة والعمل؛ حيث يتوجب عليها مضاعفة الجهد ودائماً ما تتعرض للإرهاق من جراء الرغبة في إتقان العمل وتحمل مسؤولية الأولاد. وفي هذا الجانب، تؤكد الصباغ "الزواج لا يقف عائقاً أمام الإعلامية كزوجة وأم" بل أنها استطاعت أن توفق بين المهمتين خصوصاً أنها تحظى بزوج متفهم لطبيعة عملها وأنها تمنح أسرتها جل وقتها في الإجازات الأسبوعية. وتجد صباغ "الفرصة متاحة أمام الفتيات الإعلاميات في العمل الرياضي حيث لا توجد أي معوقات خصوصاً بعد الانفتاح على كل التجارب من خلال عصر العولمة الذي نعيش فيه الآن." وتوضح أن الإعلامية الرياضية تحتاج أن تثبت مقدرتها في هذا المجال وأن تؤكد أن لديها من المهارة والكفاءة ما لا يقل عن زملائها الإعلاميين. وتشدد الصباغ على أهمية التوصيات التي تقدمت بها الإعلاميات الرياضيات العربيات في الملتقى السابع لهن الذي اختتم في عمان الأردنية مؤخراً، والتي إذا نفذت ستسهم في تحفيز الإعلامية نحو مزيد من العمل، مشيدة بالاتحاد العربي للصحافة الرياضية الذي وافق على أول توصية وهي تكريم إعلامية رياضية في عيد الإعلاميين العرب، والبداية ستكون من الدوحة، إلى جانب أنه تم إنشاء مجموعة على (الفيس بوك). وعن الطموح المستقبلي تقول "لا شك أن طموحي ليس له حدود ولا يتوقف، لكن طموحي الحقيقي هو تقديم العمل الذي يرضى عنه الجمهور ويتابعه معظم الناس." صعوبة التحرك وفي تحد واضح للظروف الراهنة في فلسطين، تعمل هبة عريقات منذ عامين كصحفية ميدانية في المكتب الإعلامي التابع لاتحاد كرة القدم الفلسطيني لتغطية الأحداث الرياضية في ملاعب كرة القدم، واعتمدت عريقات من قبل الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم بالإشراف العام على الإعلام النسوي الرياضي ورفعت إلى نائب رئيس الدائرة النسوية في الاتحاد. وواجهت عريقات معوقات عدة في مسيرتها الإعلامية توجزها بقولها "المعوقات التي واجهتها اعتبرها بمثابة الحرب لإثبات الوجود وسط عدم تقبل المجتمع لوجودي في ساحة الميدان الرياضي لتغطية الحدث بين الكثير من الرجال، وعدم الثقة بما أقدم من أخبار وأي إنتاجات صحفية على الصعيد الرياضي كوني إمرأة تواجه صعوبة في التحرك أو حتى فن الحديث إلى الناس، لكنني اعتبرها ساحة معركة وأثبت وجودي كصحفية رياضية متخصصة موجودة دوماً في الميدان تتحدث إلى الناس بمنتهى الراحة." وتضيف "كان هناك انتقاد كبير كوني إمرأة توجد في ساعات الليل المتأخرة للتحضير للمباريات وتغطيتها وحضور المؤتمرات الصحفية والاجتماعات التقييمية، لكنني استطعت أن أتجاوز هذه العقبة بالدعم والتشجيع." تحلم عريقات كأي صحفية بإنصافها كامرأة في هذا المجال لتُمنح المساحة الكافية للعمل كباقي الصحفيين من الرجال، وتتمنى أن تجد الفرصة لنشر الكثير من الأخبار والأحداث في الصحف العربية والأجنبية لنقل الرسالة الفلسطينية الوطنية الرياضية إلى كل العالم بمصداقية، وأن تمثل بلدها في مهام صحفية متعددة موثقة بسلسلة من الكتابات مستقبلاً. وسط ذكوري لانا آل عادي دخلت المجال الإعلامي بمحض الصدفة فهي مهندسة اتصالات إلكترونية، قدمت برامج متنوعة في بداية عملها في الفضائية القطرية عام 2001 قبل أن تحقق نقلة نوعية في مسيرتها الإعلامية بالعمل في قنوات الدوري والكأس مع انطلاق دورة الألعاب ال15 (أسياد الدوحة) عام 2006. تقول لانا آل عادي "أقدم البرامج الرياضية ونشرات الأخبار. وكان لي شرف المشاركة في كبرى البطولات الخليجية والعربية والآسيوية والأوروبية أيضاً من خلال برامج قدمتها على شاشة قناة الكأس وكذلك نزولي إلى الميدان". وترى أن الإعلام الرياضي انفتح وسمح للمرأة بممارسة دورها مما مكنها من وضع بصمة واضحة في عالم الكرة، وتضيف "أعيش في مجتمع متفهم ساعدني على أداء عملي وتقديم رسالتي، لكن هذا لا يمنع أنه وسط ذكوري حظيت بالتقدير والاحترام فيه." تقول "أكبر دليل على نجاح الإعلامية الرياضية الحضور الرائع للإعلاميات العربيات في ملتقى الإعلاميات السابع في الأردن في أكتوبر الماضي باختلاف تخصصاتهن سواء في المجال المرئي أو المسموع أو المقروء. لا يقف طموح لانا آل عادي عند حد معين، حيث تقول "سقف طموحي عال ولا حدود له وهناك الكثير في جعبتي لتقديمه، لكنني أؤمن بأن صعود السلم يجب أن يكون درجة درجة، إنما لن أكتفي بما وصلت إليه، الحمد لله قطعت شوطاً كبيراً في مجال الإعلام الرياضي لكن الطموح لا يرضيه إلا المزيد وبإذن الله سأقدم المزيد دائماً. وفي العالم العربي أسعى أن تتألق الإعلامية العربية حتى يفخر بها وطننا ويفخر بهن العالم العربي على مستوى العالم." التحرر من القيود تقول آلاء دمرية التي تعمل مراسلة ومصورة صحفية رياضية لعدة صحف ووكالات أنباء في فلسطين، تغطي لهم مباريات بشكل يومي تقريباً، وتعد التقارير الخاصة بكرة القدم، "أفتخر بأن عملي دائماً يتسم بالحياد بين الأندية والمصداقية في نقل الخبر المتعلق بكل منها، لأنه منحها ثقة الجمهور والقراء والمتابعين." توضح آلاء دمرية أنها اصطدمت كثيراً برفض المجتمع لطبيعة عملها الإعلامي في المجال الرياضي، على أنه لا يجوز للفتاة أن تعمل في هذه المهنة التي تحتكر على الرجال. وتضيف "تعرضت للكثير من الأقاويل والانتقادات ما أثر على معنوياتي بعض الشيء، ناهيك عن خوف الأهل من العمل بسبب الاحتلال والحواجز التي يضعها العدو الإسرائيلي في كل مكان ما يعوق عملي كثيراً لكن تمردي جعلني أصر على ممارسة مهنتي والنجاح فيها". وتتابع "أستغرب حقيقة من نظرة المجتمع بشكل عام للمرأة كإعلامية ووصفها بأنها إنسانة بلا قيود ولا يمكن الحد من تحركاتها، ومن هنا كانت مهتني بمثابة تحد كبير بالنسبة لي. ومن الواجب على كل فتاة أن تزيل هذا الخوف ولا تبالي بالكلام الذي يهبط العزيمة وأن تستمر في أداء مهمتها كصحفية أو مصورة؛ لأنه عمل مثير وشريف في نفس الوقت. أما حديث المجتمع فهو ناتج عن تقاليد وعادات بالية لا شك أنها ستنقرض." تطمح آلاء أن تواصل تعليمها وتحصل على الماجستير في الإخراج التلفزيوني وأن تتحرر المرأة من القيود وتكون نداً للرجل.