طلب عدد من الإعلاميات السعوديات السماح لهن بالدخول إلى الملاعب الرياضية من أجل تغطية فعالياتها وعدم حصر المهمة على الرجال، وأكدن أن المصورة منال الدباغ نقلت صورة مشرفة عن المرأة السعودية في كأس العالم بعد مشاركتها في مونديال جنوب إفريقيا، وتغطيتها للأحداث التي تناقلتها وسائل الإعلام والقنوات العالمية، ووصفن خطوة القائمين على بطولة النخبة الدولية الودية بالجريئة والمميزة من خلال السماح للعنصر النسائي بالدخول لتغطية أحداث البطولة. «شمس» التقت عددا من الإعلاميات لمعرفة آرائهن، فإليكم ما جاء في حديثهن: البداية كانت من عند الإعلامية السعودية في صحيفة الشرق الأوسط فاتن الشهري، حيث أكدت أن المرأة تعيش عصرها الذهبي رغم العراقيل والتحديات التي تستطيع تجاوزها وفرض نفسها بخلق مجالات جديدة تميز مكانتها العملية وتفجر صورة أخرى من صور الإبداع المعهودة عنها: «مسألة خوض المرأة مجال التصوير واقتحام الملاعب والتقاط صور حركية لأهم الملامح الكروية دليل على حركة مهنية تضاف إلى إمكانياتها ويوثق إبداع المرأة وقدرتها على اختراق حواجز الصعاب، على الرغم من رفض شريحة كبيرة من المجتمع السعودي وجودها على مدرجات الملاعب مشجعة، فما بالك بها مصورة رياضية تحضر مباريات كأس العالم وترفع شعار المرأة السعودية بين مئات المصورين بوصفها أول مصورة سعودية تقتحم الملاعب الرياضية لتشهر سلاحها «الكاميرا» وتوجهها إلى أفضل وأجمل الحركات الكروية فتنتقل من نظرها إلى نظر المشاهد بإبداع يعكس ذائقتها الفوتوجرافية». وأضافت الشهري: «أصبح للمرأة مساحة مهنية تستطيع من خلالها تجسيد إمكانياتها بحسب موهبتها وحبها للمجال الذي تختاره، فأنا شخصيا لا أرى ما يمنع المرأة من دخول أرض الملعب مصورة، خاصة أنها بكامل حشمتها وتنافس أصحاب المجال بقوة بصيرتها الفنية في التصوير، وهذا أمر يدعو المرأة السعودية للفخر ويضيف لتاريخها خطوات أولى ترقى بها بين باقي نساء العالم». وأشارت إلى أن المهنة لا تقتصر على جانب دون الآخر: «المرأة تسخر إمكانياتها لإثبات نجاحها حتى في المواقع التي تهم الرجل فقط، وهناك نساء يعتبرن كسر القواعد المعتادة درجة أولى تسهم في فتح نافذة جديدة على مهن وهوايات كانت مستحيلة في وقت ما، كما أن هذه الخطوات الأولى تتيح لمن يحمل نفس الرغبة والهواية والقدرة على متابعة مسيرة من سبقهن في النجاح». وتمنت فاتن الشهري أن تتمكن المرأة السعودية من توثيق كل ما هو جديد في عالم المهن النسائية ضمن تاريخ حافل بالنجاحات يظهرها بين نساء العالم امرأة قادرة ومتمكنة وعلى قدر عال من الثقة التي تستحق أن تبجل، ومشوار عانت من خلاله صعابا وتحديات تمثلت في العادات والتقاليد حجبت عنها شمس المستقبل الزاهر، فكل تلك الخطوات الرائعة تخلد تاريخ المرأة السعودية سيدة تملك القدرة العالية على مشاركة الرجل بعض المجالات الصعبة دون المساس بأنوثتها أو التقليل من إنسانيتها. أما الإعلامية بصحيفة عرب نيوز حياة الغامدي فترى التغطية الإعلامية للمناسبات الرياضية ضمن التغطيات الصحفية العادية: «لا يوجد أي قوانين تمنع الإعلامية من التغطية للأحداث الرياضية ولعل التجربة تجهز الصحفيات ليتمكنّ مستقبلا من عمل تغطيات إذا شرع وجود أندية نسائية رياضية». وحول ما إذا كان دخول الإعلامية الرياضية مثار غضب البعض، أوضحت الغامدي: «من المؤكد أن المرأة لو دخلت تغطية الأحداث الرياضية فإن ذلك سيفسر في بادئ الأمر بالعمل الاستفزازي ويثير غضب البعض، ولكن سرعان ما تذوب ولا يبقى لها أثر كغيرها من الأمور المستحدثة الخارجة عن العرف الاجتماعي». وتعتبر مريم الجابري، من صحيفة الرياض، دخول المرأة للمجال الإعلامي وتطورها فيه ووصولها لمحطات لم تكن تصلها لولا الدعم والتشجيع من المجتمع، من المحطات البارزة في المجال الإعلامي: «لاحظنا في الآونة الأخيرة دخول المرأة الإعلامية بشتى المجالات والاهتمامات لمناطق كان الدخول فيها أمرا محظورا، ولكنها أثبتت جرأتها وتميزها في كل مجال تلج فيه». وأضافت: «وفي رأيي الخاص حول دخول المرأة الإعلامية مجال التصوير أو التغطية الإعلامية في مجال الرياضة، أرى أنه من الترف دخولها لهذا المجال، فأنا لا أحبذ أن تدخل المرأة مجالا خاصا بالرجل أو أن يغطي الرجل مجالات خاصة بالمرأة، وذلك لأن لكل مجال تخصصه وخفاياه التي لا يعرفها عنه الجنس الدخيل، لذلك فوجود نساء بتغطيات إعلامية رياضية لا يروق لي كثيرا حتى إن أبدت تقدما في هذا المجال. ولكن يجب ألا يكون المنع للعنصر النسائي بهذه الطريقة وحصرها على الفئة الذكورية».