رغم إنهاء تسليمها لأصحابها السابقين والمستأجرين الجدد قبل نحو 4 أشهر، إلا أن النسبة الكبرى من دكاكين سوق القيصرية التاريخة الواقعة وسط مدينة الهفوف بمحافظة الأحساء لا تزال مغلقة حتى الآن، بعد إنجاز كافة أعمال مشروع إعادة بناء السوق بتكلفة 16 مليون ريال، عقب نشوب حريق فيها غرة شهر شعبان عام 1422ه. ويقدر بعض العاملين في السوق نسبة المحلات التي لا تزال مغلقة دون ممارسة نشاط تجاري فيها ب 70 % من إجمالي دكاكين السوق البالغ عددها 422 دكاناً. وتتميز السوق بالطابع العمراني التراثي وصممت بعناية بما يتوافق مع تراث المملكة، ويوفر تصميمها العديد من التقنيات الحديثة التي تضمن راحة المتسوقين وأصحاب الدكاكين. باقر عبدالله "بائع في سوق القيصرية" قال ل"الوطن"، إن سبب بقاء تلك الدكاكين مغلقة حتى الوقت الحالي، هو عزوف أصحابها ومستأجريها عن الانتقال من دكاكينهم في السوق القديمة، على الرغم أن جميع المحلات أجرت على المواطنين من قبل أمانة الأحساء، وجرى سداد رسوم التأجير منذ مطلع العام الهجري الحالي للدكاكين غير المملوكة للأهالي، مطالباً جهات الاختصاص بأمانة الأحساء، بسرعة إلزام أصحاب تلك الدكاكين بافتتاحها لإحياء السوق كموقع تراثي وسياحي يخدم المحافظة، أو سحب الدكان وتأجيره لآخر يستفيد منه. أما موسى الحمادة "بائع في السوق" فأشار إلى أن السوق بحاجة لتنفيذ دورات مياه داخل محيطها، وهي عموماً مكتملة التجهيزات، وليست هناك مبررات مقنعة لبقاء الباعة في السوق القديمة، وقال: إن بقاء السوق القديمة "قائمةً" سيتسبب في خفض أعداد المتسوقين في الموقعين الجديد والقديم. في حين أكد ناصر البدي "متسوق" أن منظر إغلاق دكاكين السوق الجديدة، أمر "مخجل" للغاية أمام السياح الذين يترددون على السوق في كل وقت، ويفترض استثمارها سياحياً وليس تعطيلها، موضحاً أن الوفود السياحية عندما يزورون السوق يفاجؤون بمنظر السوق بلا حراك تسويقي، ويخرجون بانطباع غير مقبول عن سوق تعد من أشهر الأسواق القديمة في الخليج. أما حسين الحدب "بائع في السوق القديمة"، فعزا سبب تأخر انتقال الباعة إلى السوق الجديدة، إلى تكاليف تجهيزات وديكورات المحلات الجديدة المزمع الانتقال إليها، مؤكداً ترحيبه بالانتقال إلى المحل في السوق الجديدة خلال الأيام المقبلة، متوقعاً انتقال معظم الباعة إلى الموقع الجديد خلال شهر ربيع الأول المقبل. بدوره، أوضح أمين الأحساء رئيس المجلس البلدي بالمحافظة المهندس فهد بن محمد الجبير في تصريح إلى "الوطن" أمس، أن جهات الاختصاص في الأمانة بصدد العمل على إغلاق السوق القديمة خلال الشهرين المقبلين بغرض تحويلها إلى مشروع بلدي جديد، دون أن يحدد تفاصيل أخرى، مكتفياً بالقول إن هناك حزمة مقترحات لمشاريع مختلفة ستقام على أرض السوق الحالية، مضيفاً أن المنطقة المجاورة للقيصرية ستحظى بالعديد من التحسينات، منها تطوير واجهات المباني بشارع "الحداديد" لتأخذ المباني بوسط الهفوف الطابع المعماري المحلي "الموحد"، إذ يربط هذا الشارع سوق القيصرية وسوق الحرفيين المزمع إنشاؤها قريباً، وتتضمن تعديل الواجهات الحالية للمباني القائمة ومحاولة تعديلها بإدخال العناصر المعمارية المحلية ك"الدرايش", و"الرواشين", و"الأقاسي", و"الأقواس"، مع استبعاد الأشكال المشوهة.