حذر الكاتب الأميركي نعوم تشومسكي من ظاهرة انتشار الإسلاموفوبيا في أوروبا منذ عدة سنوات واتجاه العديد من الأحزاب للفوز بأصوات الناخبين إلى نشر فكر العداء والكراهية للإسلام إلى جانب ارتفاع لهجة النازية والأفكارالمتطرفة اليمينية داخل المجتمع الأوربي الذي يهدد ديمقراطيتها ومبادئها الأساسية التي قامت عليها بعد ثوراتها. ولم يحصر تشومسكي الذي حل ضيفا على النرويج وألقى ثلاث محاضرات في جامعة أوسلو حول الفلسفة واللغة المعاصرة انتشار هذه الأفكار في أوروبا وحدها بل إنها ستكون في كل العالم مختلفة في المنشأ والولادة متقاربة في الأفكار والعقيدة كما يحدث في الدول العربية "الربيع العربي" والذي قد تكون ثماره مخالفة لرغبة الزارع . وحذر تشومسكي العالم من مستقبل قاتم واستعداد البشر للتدمير والتخريب أكثر من استعداهم للتعمير والبناء. وأعرب تشومسكي صاحب ال 150 كتابا عن قلقه تجاه الانتخابات الرئاسية القادمة في الولاياتالمتحدة 2012 وانتخاب رئيس قد يتجه إلى رفض كل اقتراحات العلماء والحكومات بشأن الإصلاحات البيئية والمناخية التي تهدد العالم بأسره ، ويعتقد تشومسكي الذي كان من أشد معارضي الحرب في فيتنام التي وضعته على قائمة المنتقدين في أميركا إلى جانب أبحاثه منذ عام 1980 إلى 1992 حيث اشتهر باحثا في علم اللسانيات ووضع الخطوط الأولى بأن أوروبا ليست بمنأى عن الأزمات العالمية التي تعصف بها حاليا وأشارإلى أن النمسا التي يوجد فيها أكبرحزب نازي بعد مرور حوالي 65 عاما على موت النازية تمثل أمرا مرعبا بالنسبة له ، ذاهبا إلى أن إنتاج الأسلحة النووية سيوصل مصنعيها ومالكيها إلى استخدامها يوما مع التلوث البيئي اللذين سيحددان مصيرالإنسانية في المستقبل وأن البشر سيدمرون أنفسهم على هذا الكوكب ولأول مرة في التاريخ سنكون مسؤولين عن تدميرأنفسنا حيث تخيم الغيوم السوداء فوق رؤوسنا ولن يحدث هذا إلا في المستقبل القريب إذا لم نعالج أزماتنا بروح إنسانية .