أكد مدير دراسات الشرق الأوسط بمعهد الدراسات الاستراتيجية والدولية الأميركي أنتوني كوردسمان، أن خطر الحرب الأهلية بات الآن حقيقيا في سورية. وقال إنه "مع تصاعد عنف الأجهزة الأمنية فإن الذريعة التي قدمها النظام في البداية لتبرير قمعه للمتظاهرين تتحول الآن إلى تهديد حقيقي له. لقد قال النظام إنه يواجه منظمات مسلحة لم يحدد هويتها أبدا، بيد أن إفراطه في العنف ضد شعبه دفع بأعداد متزايدة من السوريين إلى البحث عن أسلحة، فهناك تواجد متزايد للسلاح عبر مهربين يعبرون الحدود السورية خلسة من أكثر من مكان. والرشاشات تباع في سورية الآن بأسعار مرتفعة للغاية إذ يبحث عنها السكان لحماية عائلاتهم وأطفالهم". وأضاف كوردسمان "لم أجد أبدا ما هو أكثر غباء مما حدث في سورية. إن النظام بدا لي للحظة وكأنه الخصم الأسوأ لنفسه. لا أحد يستخدم هذا العنف البالغ ويتصور أن من الممكن النجاة من تبعاته. ليس لدي شك في أن النتيجة النهائية ستكون سقوط بشار الأسد ولكنني لا أستطيع بطبيعة الحال أن أحدد الكيفية التي سيسقط بها. ليس ثمة سيناريو واحد عملي يشير إلى احتمال بقاء الأسد في موقعه". واستطرد كوردسمان "الرشاشات تباع في سورية الآن بنحو 1500 دولار للقطعة الواحدة، إلا أن تلك الحرب الأهلية التي فرضها قمع النظام على السوريين يمكن أن تهدد سورية بأكملها وليس النظام وحده. إن جيش سورية الحر يلقى ترحيبا هائلا من سكان المناطق السورية التي يصل إليها. وأعتقد أن هناك نسبة كبيرة من جنود الجيش السوري يرغبون في الانشقاق إلا أنهم لا يستطيعون بسبب وجود أوامر صريحة بإطلاق النار على المنشقين. وإذا ما استمر النظام في تشبثه بسفينة غارقة في كل الأحوال فإن أمام سورية طريقا من الدم والنزف بأكثر مما حدث بالفعل". وأوضح الباحث الأميركي المعروف أن الاضطرابات الشديدة في سورية تقلق العراقيين والإيرانيين لأسباب تختلف عن تلك التي يمكن الإنصات إليها في عواصم أخرى.