قال الكاتب والباحث إبراهيم طالع الألمعي "إن تشكيك عالم الآثار الدكتور عبدالرحمن الأنصاري في موقع "الأخدود" جزء من المنهج العلمي المعروف ب" الشك" وهو - حسب طالع - أحد أهم وسائل البحث والتقصي التي من حق أي باحث استعمالها حتى يثبت العكس بالدليل القاطع، لكن طالع أكد كذلك أن على الباحثين سواء من منطقة نجران أو خارجها العمل الميداني البحثي للرد على رأي الأنصاري بالدليل المادي الذي قال عنه "من وجهة نظري هو موجود ولكنه يحتاج إلى مزيد من البحث والدراسة العلمية". جاء ذلك في محاضرة نظمها نادي نجران الأدبي مساء أول من أمس تحت عنوان "نجران.. مقاربة بنيوية" أدارها عضو إدارة النادي صالح زمانان. وقال طالع "إن ورقته هي نواة لمشروع كتاب يحاول البحث في أسرار النقوش الأثرية الموجودة في منطقة نجران، وقراءتها من جديد من خلال أكاديمي متخصص في اللغات القديمة أبدى استعداده للتعاون في هذا المجال، وذلك بعد تصوير ما تقع عليه العين عن طريق مصور محترف. وفي هذا الإطار، انتقد طالع في محاضرته ما وصفه ب"عدم اهتمام الجامعات السعودية بهذا المجال كما ينبغي"، مضيفا "وجدت أكاديميين متخصصين في مجال نقوش المسند يشتكون من أن عملهم ليس سوى محاضرات نظرية تقليدية، ولم يجدوا فيه فرصة العمل المؤسسي الميداني". وتابع "لدي قناعة أننا جميعا مقصرون في رصد تاريخ هذه الأماكن الضاربة في عمق التاريخ، فكل ما لدينا كتبه آخرون من خارج الجزيرة العربية خصوصا المستشرقين، ووجب علينا الآن أن نبدأ بداية جادة في الكشف والدراسة والتحليل الخاصة بنا، لأننا أهل المكان والأعرف به، ومن هذه الزاوية عزمت على البدء في هذا الكتاب". وتحدث طالع في محاضرته عن تميز خاص لمنطقة نجران منذ عصور ما قبل الإسلام، قائلا "توارث الانضباطية القيمية التنظيمية الاجتماعية عبر العصور، وهو نوع من التنظيم الإداري أقرب إلى النظام المدني". وحفلت المداخلات التي تلت المحاضرة بتساؤلات عدة حول الأسلوب الذي سيتبعه طالع في تأليف الكتاب فردّ، لدي عدة خطوط عامة سأعمل عليها منها الاعتماد – ما أمكن – على الميدان وما بقي ووجدته من الآثار التاريخية مباشرة، لأن معظم ما بين أيدينا من المكتوب يعتمد على روايات من المؤرخين والرحالة العرب القدامى وغيرهم دون توثيق مكاني كاف لاعتبارات الزمن والإمكانات. وسأحاول – ما استطعت – قراءة الممكن من قيم المكان الاجتماعية من خلال ما وجدناه في تاريخه، علّ في هذا ما يحفز محيطنا للعمل الجاد على المستويات الفردية والمؤسسية لإبراز تاريخنا الذي ظلمه كثيرا وطمره زمننا".