وصف الكاتب والأديب إبراهيم طالع الألمعي أن عمل الهيئة العامة للسياحة والآثار ب«البدائي»، لافتاً إلى أنها «لم تقدم شيئاً حتى الآن، كيف والمواطن والسائح يرى مواقعنا التاريخية محاطة بالسياج المتهالك؟ مثل سياج قرية الأخدود والسياج المحاط بمدائن صالح وقرية الفاو وقرية جرش في محافظة خميس مشيط»، مستشهداً بما هو حاصل في آثار جرش السعودية وأثار جرش الأردن، وهذا يؤكد أن الهيئة العامة للسياحة والآثار لم تقدم ما يطمح إليه المواطن السعودي أو السائح في المملكة. وبين الألمعي في أول فعالية أدبية يقيمها نادي نجران الأدبي بعد انتخاب الإدارة الجديدة أخيراً، اعتماد المجتمع في دراسته وقرآته للتاريخ شبه الجزيرة العربية بما كتبه وقاله المستكشفون من المستشرقين، الذين أتوا إلى شبه الجزيرة العربية ونجحوا في ترجمة نقوش المسند. وأبدا أسفه في محاضرة بعنوان: «نجران مقارنة بنيوية» على أن المتخصصين السعوديين في علم الآثار نظريون، ولم يعملوا في الميدان، ومن هنا لا بد أن يشعر المواطن بالتأخر الذي نعيشه على رغم المليارات التي تصرف في هذا الجانب من دون أن نعرف مخرجاتها». وقدم رسائل عدة ممزوجة بالعتب إلى عدد من الجهات الحكومية، وبدأ الألمعي محاضرته بالتعريف عن منطقة نجران وسبب تسميتها، مشيراً إلى ما تختزنه شبه الجزيرة العربية من كنز تراثي لم يكتشف حتى الآن، مؤكداً على أنه على علاقة مع عدد من محاضري نقوش المسند، «ولكنهم بينوا أن عملهم نظري، وهم متضررون من هذا، ولهم محاولات في النزول إلى الميدان»، وقال بحسرة: «نحن ندرس ونستقي معلومتنا من المستشرقين الذين وصلوا إلى آثارنا، وعملوا عليها دراسات، وكشفوا العديد منها، وترجموا المسند، مستغلين تأخرنا التعليمي وجهلنا بهذه الآثار». وتطرق إلى الديانات التي مرت بمنطقة نجران، من الوثنية إلى النصرانية والإسلامية، مستشهداً بعدد من القصص والمواقف التي حصلت آنذاك، مؤكداً أن شبه الجزيرة العربية عامة ونجران بخاصة، «تعرضت لظلم تاريخي، فالعربي الذي كتب عنها تجد نشأته خارجية». وتمنى الألمعي أن تهتم الجامعات السعودية بهذا الجانب، موجهاً من خلال محاضرته نداء إلى مسؤولي جامعة نجران أنه يجب عليهم تأسيس مركز للأبحاث التاريخية والأثرية في الجامعة، واستغلال ما تختزنه المنطقة من آثار تاريخية تمتد إلى عصور ما قبل الإسلام، واختتم محاضرته بسؤال إلى المتخصصين، قائلاً هل ننتظر مستشرقاً جديداً يكتب عن تاريخ نجران بخاصة وتاريخ بلادنا بعامة؟