فيما توقع أحد كبار تجار الأغنام في المملكة ارتفاع أسعار الأغنام السورية (النعيمي) إثر حظر الحكومة السورية أمس تصدير المواشي، خاصة في المناطق الشمالية والوسطى والشرقية من المملكة، قلل تاجر آخر من تأثر سوق المنطقين الغربية والجنوبية بالحظر السوري مبرراً ذلك باعتمادهما على مصادر أغنام الدول الأخرى. وقررت دمشق حظر تصدير المواشي حالياً للخارج والاكتفاء بالكميات المصدرة والبالغة نصف مليون رأس من المواشي. وقال التاجر بدر خضر مفرح في تصريح إلى "الوطن" أمس إن مناطق الشمالية والشرقية والوسطى ستكون الأكثر تضرراً وتوقع ارتفاع أسعار اللحوم السورية لتتجاوز ألفين وخمسمائة ريال للماعز السوري جراء الحظر. كما توقع خضر ارتفاع أسعار المشاوي السورية عموماً في المملكة لاعتمادها على الأغنام السورية خصوصاً النعيمي، لارتفاع الطلب وقلة العرض. واتفق كل من خضر وتاجر المواشي محمد الدهيس الشهري أن سوق الأغنام في المنطقيتين الغربية والجنوبية لن يتضرر "لإغراق السوق المحلي بأغنام السواكني السوداني والبربري الصومالي والحري المحلي"، مؤكدين عدم اعتماد السوقين على الأغنام السورية لقلة طلب المواطنين عليها. وحاولت "الوطن" جاهدة للحصول على تعليقات رسمية للوقوف على الحظر السوري، من وكيل الزراعة للثروة الحيوانية جابر الشهري، ورئيس لجنة تجار المواشي بغرفة جدة سليمان الجابري إلا أن محاولاتها لم تنجح في ذلك رغم الاتصالات المتكررة. وجاء قرار الحكومة السورية على لسان وزير الاقتصاد والتجارة السوري محمد نضال الشعار مبرراً ذلك بأمرين الأول يهدف إلى استقرار سوق اللحوم الداخلي الذي يشهد ارتفاعاً في الأسعار فيما المبرر الثاني الذي ذكره الوزير الشعار يهدف إلى حماية قطيع الأغنام والماعز. واتكأ البيان السوري على قرار اللجنة الفنية المشكلة للنظر في موضوع "تصدير الأغنام" التي رأت وقف تصدير ذكور الأغنام والماعز الجبلي خلال العام الحالي 2011. فيما يرى مراقبون بأن قرار الحظر السوري يأتي بعد "تأزم" الموقف السياسي بين دول الخليج والجامعة العربية من جهة والنظام السوري من جهة أخرى على خلفية عدم التزام دمشق "بالمبادرة العربية" لوقف أعمال العنف ضد المدنيين السوريين. وفي وقت سابق قدر مسؤول في وزارعة السعودية عدد رؤوس الأغنام السورية التي وصلت للمملكة حتى أغسطس الماضي ب400 ألف رأس جاءت عبر منفذ الحديثة الحدودي. وتقدر وزارة الزراعة عدد الأغنام (الضأن والماعز) التي تستوردها المملكة سنوياً بنحو خمسة ملايين رأس غنم سنوياً من الخارج، مشيرة إلى أن العدد الإجمالي للأغنام في المملكة يبلغ نحو 17 مليون رأس، منها 3.8% تتم تربيتها في مشاريع متخصصة، فيما النسبة العظمى تتبع للقطاع التقليدي والبادية التي تستحوذ على أكثر من 16 مليون رأس.