أتمت "سفيرة العرب" الفنانة فيروز السادسة والسبعين من العمر، حيث ولدت في ال21 من شهر "نوفمبر" عام 1935. ونشأت "نهاد" وهو اسمها الحقيقي في منزل مؤلف من طابق واحد، في ظل والديها وديع حداد العامل في مطبعة صحيفة "لوجور"، وأمها ليزا البستاني ابنة بلدة الدبيبة، ولتشب مع إخوتها الذين تتابعوا فيما بعد، وهم جوزيف، وهدى، وآمال. "فيروز" هي الصوت الأشهر في لبنان، بل في كل العالم، من دون استثناء، فلا أحد لم يسمع فيروز، ولا أحد غير سعيد أنها تعيش بيننا اليوم، وأمس احتفلت بذكرى يوم ميلادها، وقد ظلت دوما الأنشودة الجميلة في زمن الفن الرديء الذي لا تسمع فيه غير هلاوس غنائية تخترق مسامعنا من دون استئذان، لتشوش على كل جماليات الأغنية العربية، وكل الجماليات الفنية في المطلق التي نحب أن تكون بيننا. "فيروز" تحتجب قليلا كالشمس، لكننا دوما نحتاج إلى صوتها الدافئ المعبِّر عن حالات الإنسان المتصارعة، المحبة، المحاربة، الناقمة، الممتلئة أملا في الغد المأمول. نهاد وديع حداد ابنة الأسرة الفقيرة التي أنجبت وجها جديدا من وجوه الغناء المستقبلي الزاخر بعبق فني أصيل، غنَّت، وغنَّت، وغنَّت إلى أن طارت أغنياتها عبر الحدود، ومن حدود إلى أخرى صارت "فيروز" الصوت الذي يطير بنا بعيدا، ويحلِّق في رومانسيات تجاوزتها ماديات الأزمنة الثقيلة ثقل الحرب، فالحرب في كل مكان، لكنها ما زالت تغني. كانت انطلاقتها عام 1952 عندما بدأت الغناء لعاصي الرحباني، وسرعان ما أصبحت مطربة كبيرة في العالم العربي، وفي عام 1955 تزوجت من عاصي، وأنجبت منه زياد، وريما، واليوم في العقد السابع من حياتها تؤكد فيروز مجددا أنها علامة ناصعة في الفن العربي، وأنها أصالة لا تنمحي عبر الزمن.