"نحب فننا ونخلص له، غير أنه لم يلتفت إلينا أحد" بهذه العبارة استهلت رسامة الكاريكاتير نورة القحطاني حديثها إلى"الوطن"، مشيرة إلى أنها سخرت موهبتها الفنية لتجسيد معاناة الفتيات السعوديات من البطالة وشح الوظائف وقضايا أخرى كالعنوسة والطلاق، والتفرقة في التربية والتعامل الأسري. وبينت أن صوت المرأة السعودية ما يزال غير مسموع، وأن كثيرا من النساء يواجهن عقبات في هذه الحياة ومع ذلك يتمتعن بالصبر والكتمان. وقالت "أنا بوصفي فنانة أشعر بمعاناة المرأة، وأجسد ذلك في أعمالي التشكيلية أو الكاريكاتيرية، وأرى بعين مختلفة في الواقع ما يستحق أن يصل إلى الإعلام". وأضافت "ومع ذلك تواجهني مشكلة كجميع رسامات الكاريكاتير وهي عدم الالتفات إلينا وتبني أعمالنا"، موضحة أن الوجود النسائي في فن الكاريكاتير محدود حيث من النادر أن تجد رسامة كاريكاتير على صفحات الصحف المحلية، مرجعة ذلك إلى عدم الاعتراف بالمرأة كرسامة كاريكاتير، و إلى طبيعة المرأة المتمثلة في الخوف من مواجهة الجمهور بشكل صريح، خاصة أن فن الكاريكاتير فن يعتمد المباشرة والوضوح. وعن موهبتها الفنية قالت"كانت بدايتي الفنية قبل دخول المدرسة..كنت أرسم على الورق كل شي يدور في ذهني، بعد دخولي المدرسة اكتشفت موهبتي، وكان يطلب مني دائما لوحات في النشاط المدرسي". وعن اتجاهها لهذا النوع من الفن، أكدت أنها شعرت بتأثيره الكبير على القارئ، مبينة أنه مثل الشعر تماما ويؤدي الأغراض الشعرية نفسها كالهجاء والمدح والسخرية، وفي النهاية هو رسالة سامية تسعى إلى تغيير الواقع السلبي إلى إيجابي". وأردفت أن طريقتها في الرسم تعتمد على تجسيد الفكرة بشكل يصل إلى ذهن الجمهور، حيث تبدأ الرسم اليدوي ثم تعمل على تلوينه عن طريق برنامج الفوتوشوب، مشيرة إلى أنها تستقي أفكارها مما يحيط بها من مشكلات ومصاعب الحياة وخاصة قضايا المرأة. وعن موقف الأسرة والمجتمع منها كفنانة، قالت "هو موقف إعجاب وتشجيع"، مضيفة أنها بحكم تخصصها في اللغة العربية جسدت عددا من عيون الشعر العربي من خلال لوحاتها، وحصدت جوائز على ذلك. مختتمة حديثها بالتأكيد على أهمية وجود معاهد متخصصة لتدريس فن الكاريكاتير وفق أصوله الصحيحة.