وصفت المصورة الفوتوجرافية الأميرة ريم الفيصل أيام الحج بأنها متعة بصرية، مبينة أنها تختزل الحياة الإنسانية بخيرها وشرها، وأن الحج معمل إنساني يسمح بمراقبة الخلق وطبائعهم وعلاقتهم بالحياة الإنسانية، وعلاقة العبد بربه، ثم علاقة الفرد بالفرد. تقول الفيصل في تعريفها لنفسها "بأنها فنانة تربت على النبع الصافي للمملكة العربية السعودية حيث الثقافة والتاريخ، وفي أعمالها الفنية، تسعى إلى إبراز آيات الله الموجودة في الطبيعة وفي الإنسان، وبالنسبة لها فإن الضوء يمثل أحد مظاهر القدرة الإلهية الكثيرة في الكون والتي يضعها الله في طريقنا في الحياة لتذكرنا بوجوده السرمدي في أنفسنا وفي كل مكان، مضيفة أن كل صورة هي نموذج للضوء والظل. درست الفيصل الأدب العربي في جامعة الملك عبد العزيز في جدة، ثم غادرت للعمل في مجال التصوير في باريس، ثم درست في معهد Ecole Spéos في باريس، حيث وجدت ارتباطاً بين تخصصها في الأدب وبين عملها في التصوير بوصف الأدب الملهم في العمل الفني خاصة في جانب الشعر العربي. وعن رؤيتها حول اللونين الأبيض والأسود، أوضحت أن اهتمامها يقع فيما بين هذين الضدين، رامزة للحياة التي ليست أبيض وأسود وإنما درجات من الرمادي أو أسود يغلب الأبيض وأبيض يغمره أسود، إلى جانب أنها لعب بالظل والنور وذاك يرجع إلى الفلسفة الإسلامية في الإبداع الإسلامي. وتعد الفيصل أن الإبداع رفعة للروح البشرية لما يمثله من إيحاء للقيم النبيلة، وللعبرة والتذكير بالله عز وجل، كاشفة أنها تتعامل مع الفيلم المعملي وليس التصوير الرقمي لما في ذلك من عمق في التعبير وحساسية أفضل للنور ودرجاته. وترى أن هناك فرقاً بين عرض الصورة في المعرض وبين عرضها في المجلدات أو الكتب، قائلة: إن المعارض تسمح أن تظهر الصورة على أفضل حال وتظهر التعبير فيها بعمق وحدس وحساسية، وتسمح للمتفرج تذوق الصورة بأحسن حال، أما الصور في الكتب والمجلدات فدورها أن تسمح بنشر الأعمال على شريحة كبرى من المتفرجين. وعن أعمالها ومعارضها، تؤكد أن معارضها ال 33 السابقة تأتي بالصدفة، ولا تخطط لإقامة معرض بنفسها، وأن معرضها الأول هو نقطة تحول في مجالها الفني كما أن معرضها في الصينيعد تجربة متميزة كذلك، إضافة إلى معرضها الذي أقيم في باريس لدى إغات غيار Agthathe Gaillard. ووصفت المصور بأن لديه حب التطفل والرغبة في معرفة الدنيا ومجتمعاتها، منوهة بأن لديها اهتماماً بتصوير المعمار الإسلامي مهتمة بإظهار المكان وتفاعله مع الزمان خاصة تفاعلهما مع غير " المرئي". وعن التصوير في المملكة، أكدت أن المملكة حتى الآن لم تنل الحظ الأكبر من أعمالها، مرجعة ذلك إلى حبها للتعرف على سياقات اجتماعية مغايرة في دول أخرى، مؤكدة أن لديها الرغبة في تصوير بلدها ووطنها المملكة. وتلمح الفيصل إلى أن التصوير منتشر في السعودية ولكن الإبداع فيه ضئيل، مشيرة إلى وجود خلط بين صور الإعلان الجيدة وبين الصورة الإبداعية التي تحمل رؤية وفلسفة خاصة، مرجعة ذلك إلى عدم وجود مدارس تعنى بالتصوير بكل ما يشتمل عليه من خصائص وأسس وفنون، إضافة إلى افتقاد تدريس الفلسفة الإسلامية في الإبداع سواء أكان مرئيا أم معماريا. ولفتت إلى أن معرضها الشخصي ال34 يفتتح في 14 من نوفمبر الحالي ضمن مهرجان "أبو ظبي آرت" في المنطقة الثقافية - جزيرة السعديات، ويستمر ثلاثة أيام. يذكر أن مهرجان أبوظبي للفنون هو منصة مبتكرة جديدة للفن الحديث والمعاصر، ويحوي مجموعة مختارة من المعارض الفنية الخالصة رفيعة المستوى والمبتكرة.