تحتدم الآن المنافسة بين 28 موقعاً طبيعيا من مختلف دول العالم عبر التصويت الإلكتروني، للدخول ضمن لائحة عجائب الدنيا السبع الطبيعية الجديدة، والتي ستعلن نتيجتها النهائية الجمعة المقبل. ووصلت 3 دول عربية للتصفيات النهائية للمسابقة التي بدأت قبل عامين، وهي دول لبنان والإمارات والأردن. وقد نجح موقعا "مغارة جعيتا" في لبنان و"البحر الميت" في الأردن في الحصول على موقعين متقدمين في المنافسة وقبل إعلان النتيجة النهائية بأيام، إذ دخلا ضمن أفضل عشر مواقع طبيعية حتى الآن. ووفقاً لمنسق الحملة الوطنية للتصويت في لبنان الدكتور نبيل حداد فإن موقعي "جعيتا" و"البحر الميت" جاءا في مقدمة المنافسة مع 8 مواقع أخرى هي جراند كانيون بالولايات المتحدة، باريه ريف بأستراليا، وخليج هالونج بفيتنام، وجزيرة جوجو بكوريا الجنوبية، وجزيرة كومودو بأندونيسيا، ونهر بويرتو برنسيسا الجوفي بالفلبين، ونهر ساندربان بالهند و بنجلادش، وجبل فيسوفيوس في إيطاليا. وكثفت وزارات السياحة والجهات الرسمية والمهتمون من جامعات ونوادي وأفراد في الدول العربية الثلاث جهودها وحملاتها الدعائية لجذب أكبر قدر ممكن من الأصوات لمواقعها المشاركة في المسابقة. ففي دولة الإمارات العربية نظمت أخيراً مجلة "أسفار" السياحية بأبوظبي معرضاً بعنوان "استكشفوا بوطينة" على كورنيش أبوظبي لجذب أكبر قدر ممكن من الأصوات لجزيرة بوطينة. ونقلت وكالة الأنباء الإماراتية عن رئيس تحرير المجلة إبراهيم الذهلي دعوته لجميع المقيمين بالإمارات والشباب العربي للتصويت للجزيرة التي تنافس بقوة في المسابقة. وقال إن التصويت لجزيرة بوطينة لتكون ضمن عجائب الطبيعة السبع خطوة هامة لإبراز جهود دولة الإمارات في الحفاظ على التنوع الحيوي والبيئي على المستويين الإقليمي والعالمي وإبرازها كوجهة سياحية هامة للسياحة البيئية. وأهم ما يميز جزيرةَ بوطينة التي تحيط بها المياه الزرقاء الضحلة وتحف جوانبها الشواطئ الرملية النقية أنها تضم فصائل مهددة بالانقراض، فعلى الرغمِ منْ الظروفِ المناخيةِ والطبيعةِ القاسيةِ في الخليجِ العربي حافظتْ الجزيرة التي تقع في المنطقة الغربيةبأبوظبي على تنوعٍ بيولوجيٍّ غنيٍّ وبيئاتٍ طبيعيةٍ مزدهرة، وتكمل الشعاب المرجانية المفعمة بالألوان الزاهية وبأشجار القرم التي تتطاول من وسط المياه جمالية الصورة لهذه الجزيرة. وفي لبنان تتواصل الحملات الرسمية لحشد أكبر قدر من الأصوات لمغارة جعيتا والتي تقدمها رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان بالتصويت من داخل المغارة التي تعد من أهم المعالم السياحية في بيروت، وحظيت باختيارها موقعاً لتصوير العديد من الأغاني والأفلام العربية الشهيرة. وهي عبارة عن مغارة ذات تجاويف وشعاب ضيقة، وردهات وهياكل وقاعات نحتتها الطبيعة، وتسربت إليها المياه الكلسية من مرتفعات لبنان لتشكل مع مرور الزمن عالماً من القباب والمنحوتات والأشكال والتكوينات العجيبة. وتغذي مياهها العذبة نهر الكلب، ويعتبرها اللبنانيون جوهرة السياحة اللبنانية، وقد توالى على اكتشافها عبر التاريخ رواد أجانب ومغامرون لبنانيون. وفي الأردن بلغت قمة الفعاليات الدعائية للترويج للتصويت للبحر الميت بإطلاق وزارة السياحة والآثار الأردنية وأمانة عمان الكبرى فعاليات ليالي البحر الميت الشهر الماضي، بهدف تشجيع التصويت للبحر الميت، حيث تنظم الفعاليات في منطقة سويمة بعد شاطئ عمان السياحي خلال يومي الخميس والجمعة من كل أسبوع وحتى انتهاء موعد التصويت في المسابقة. كما أعلنت مجموعة زين لخدمات الاتصالات المتنقلة في منطقة الشرق الأوسط أنها ستتبرع ب 3.1 ملايين رسالة نصية قصيرة ( SMS ) لدعم عمليات التصويت لصالح البحر الميت وترشيحه لعضوية قائمة عجائب الدنيا السبع الطبيعية. ويعتبر البحر الميت أعجوبة طبيعية لما يمتلك من خصائص فريدة، فبالإضافة إلى كونه أكثر البقاع انخفاضاً على سطح الأرض، يتمتع البحر الميت بمزايا علاجية عديدة بسبب نسبة الملوحة والمعادن العالية ومستوى الضغط والأكسجين المرتفعين به، ما جعله من أوائل المقاصد للعلاج والاستجمام في التاريخ وأهمها إلى يومنا هذا، وهو بحيرة يعتبر سطحها أعمق نقطة في العالم على اليابسة حيث يقع على عمق 417 متراً تحت سطح البحر بحسب قياسات عام 2003. وفي حال فوز البحر الميت في المسابقة تعتبر الأردن من الدول القليلة التي حجزت لنفسها موقعين في عجائب الدنيا، حيث سبق اختيار موقع البتراء ضمن عجائب الدنيا السبع الجديدة في حملة تصويت مشابهة قبل عدة سنوات.