يتضمن العمل التلفزيوني عامة العديد من التفاصيل التي قد يتسبب أحدها في موقف طريف أو محرج، كما أن طبيعة البث المباشر، والظهور أمام الجمهور دون وسيط قد تجعل الموقف المحرج أكثر وقعاً على المذيع أو المذيعة. تقول بدور أحمد (مذيعة في برنامج "صباح السعودية بالقناة الأولى) "العمل التلفزيوني يتطلب الجاهزية التامة للمواقف المحرجة التي قد يتعرض لها المذيع أو المذيعة، خاصة إذا كان هناك ضيف في الأستوديو، فبمجرد ملاحظة الضيف ارتباك المذيع يتأثر سلباً ، ويمكن أن ينسى الكلام أو تصيبه حالة من الارتباك هو أيضا"، مشيرة إلى أن البرنامج إذا كان يبث على الهواء لابد وأن يكون نظر المذيع أو المذيعة فيه موجه للضيف مباشرة. وعن المواقف المحرجة التي تعرضت لها على الهواء مباشرة تقول:"أثناء تقديمي لإحدى مواد "صباح السعودية" كنت أضع السماعات التي توصلني بالمخرج تحت الطرحة، وبطبيعة الأمر عندما يدخل الضيف يتطلب استقباله الانتقال إلى الطرف الآخر "اليمين" من الكرسي، عندها سقطت السماعة من تحت الطرحة، وانقطع الاتصال، وأصبحت في موقف محرج لا أحسد عليه، وأصبحت في ورطة، فانقطاع الاتصال مع المخرج ومع الشباب في الأستوديو جعلني لا أدري ماذا يحدث من حولي .. هل انتقلنا إلى فاصل أم استطلاع خارج الأستوديو؟، أم إنني ما أزال على الهواء؟، والضيف الذي أمامي يتحدث، وكان المنقذ زميلي عبد الله الشعبي، الذي أدرك بفطنته المشكلة، وتدخل، وأنقذ الموقف". وأشارت بدور إلى أن المواقف المحرجة التي تتعرض لها المذيعات على الهواء ليس لها شأن بقوة الشخصية؛ فالمرأة امرأة أينما كانت وكغيرها من النساء قد تصيبها نوبات من الفزع والخوف والارتباك أثناء مواجهة أي موقف محرج، ولكن المذيعة الجيدة هي من تستطيع بفطنتها التغلب على الموقف حتى لا تربك ضيوفها سواء بالأستوديو أو من الجمهور. فوزية الحكمي معدة برامج في القناة الثقافية تقول:"كثيرة هي المواقف المحرجة التي قد تتعرض لها المذيعة، خاصة إذا كان البرنامج على الهواء مباشرة، وهنا لابد من أن تتصف المذيعة بعدة مواصفات تؤهلها للتعامل مع الموقف المحرج المباغت، ومن أهمها أن تتحلى بالخلفية الثقافية، فالثقافة بمثابة المظلة الواقية من زخات المواقف المفاجئة خاصة على الهواء، وهي بمثابة الرصيد الذكي لمقدم أو مقدمة البرامج". وعن الموقف المحرج الذي تعرضت له خلال إعدادها للبرامج تقول الحكمي "أذكر أنني قمت بالتنسيق لاستضافة مدير التربية والتعليم بالقريات، وتم تصوير اللقاء في مقر إدارة التربية والتعليم بالقريات، وبعد ذلك تم إرسال المادة إلى التلفزيون في الرياض، وعند وصول المادة فوجئت بعدم صلاحيتها فنياً للعرض، وتم تأجيلها، وكان السبب في تعرضي لهذا الموقف عدم الحجز المسبق لغرفة المونتاج" وترى الحكمي أن المذيعة الجيدة هي التي تتميز بالأسلوب الهادئ، ومهارات اتصال عالية جدا، خاصة مهارة الإنصات فيما إذا كان ضيفها على الهواء في الأستوديو، ولابد من أن تبدي اهتمامها بالضيف، وأن لا تشعره أثناء تعرضها لأي موقف حتى لا تتبدد أفكاره، وتنفلت المفردات من ذهنه، وعليها أن تجمع أيضا بين الأصالة والحداثة وسرعة البديهة. ومن قناة الثقافية أيضاً تقول الإعلامية والكاتبة تهاني الدويهم "أكثر موقف محرج أتعرض له على الهواء مباشرة هو اعتذار الضيف دون سابق إنذار، سواء كان اللقاء في الأستوديو أو من خلال المداخلات الهاتفية، فتجد المذيعة نفسها في مأزق، وغالباَ مايتم تدارك الموقف بالتدخل لبث تقارير مسجلة أو أشعار أو فواصل بين المواد". وأضافت الدويهم أن "المذيعات أو الإعلاميات بشكل عام يعانين من نظرة المجتمع، فعلى الرغم من أننا متمسكات بالحجاب الشرعي، إلا أن بعض الرجال مازالوا ينظرون إلى المذيعات أو معدات البرامج بأنهن يعملن في غير مجالهن، وأن الإعلام خاص بالذكور فقط، رغم أن لدينا العديد من الإعلاميات السعوديات أثبتن وبكل جدارة تفوقهن على الجنس الآخر سواء من خلال التلفزيون أو في الصحافة أو الإذاعة،"، مشيرة إلى أن الإعلامية السعودية تتميز بجدية الطرح، وكثيرات منهن ناقشن مواضيع هامة جداً ومفيدة للمجتمع في مجالات عدة.