قتل تسعة اشخاص الجمعة برصاص قوات الأمن في سوريا حيث انطلقت تظاهرات ضد "الطغاة" تلبية لدعوة المعارضين السوريين الذين يشككون في ان تلتزم دمشق تنفيذ خطة الجامعة العربية للخروج من الازمة. وافاد المرصد السوري لحقوق الانسان ان "مواطنين احدهما عسكري منشق من مدينة نوى والاخر مدني من مدينة الحراك استشهدا اثر اطلاق الرصاص عليهما من قبل المخابرات العسكرية في منطقة تل شهاب على الحدود الاردنية السورية اثر محاولتهما الفرار الى الاردن". كما قتل سوريان احدهما امرأة صباح الجمعة في حي بابا عمرو في حمص (160 كلم شمال دمشق) احد معاقل حركة الاحتجاج الشعبي ضد نظام بشار الاسد. وقال المرصد ان "مواطنين اثنين استشهدا واصيب اربعة بجروح اثر اطلاق قوات الامن الرصاص لتفريق تظاهرة في حي الغوطة" في حمص. واضاف المرصد ان "اطلاق رصاص كثيف سمع في احياء عدة من مدينة حمص" التي تبعد 160 كلم شمال دمشق. كذلك، قتل متظاهر واصيب خمسة اخرون في كناكر في محافظة دمشق برصاص قوات الامن التي حاولت تفريق تظاهرة. وقامت قوات الامن بتطويق مسجد ابو بكر الصديق في مدينة بانياس الساحلية. واكد المرصد ان مصلين تعرضوا للضرب لدى خروجهم من المسجد. كما تم اعتقال عشرات الاشخاص في هذه المدينة بينهم اربعة اطفال ينتمون الى عائلة رئيس المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن. ولم تتراجع اعمال القمع في سوريا التي خلفت اكثر من ثلاثة الاف قتيل منذ منتصف اذار- مارس وفق الاممالمتحدة، وذلك رغم قرار نظام الرئيس بشار الاسد الموافقة على خطة للجامعة العربية لتجاوز الازمة. وتلحظ هذه الخطة وقفا كاملا للعنف والافراج عن جميع المعتقلين وانسحاب الجيش من المدن والسماح بحرية التنقل للمراقبين ومراسلي وسائل الاعلام الدولية، وذلك قبل البدء بحوار بين النظام والمعارضة. والخميس، قتل عشرون مدنيا برصاص قوات الامن واعتقل عشرات اخرون. ورغم اعمال القمع، لم يتراجع عزم الناشطين الذين دعوا السوريين الى التظاهر امس تحت شعار "الله اكبر، ضد الطغاة". واظهر شريط مصور بث على موقع يوتيوب عشرات من الاشخاص يتظاهرون صباح الجمعة في حي الميدان التاريخي في دمشق مطلقين شعارات مناهضة للاسد. وسجلت تظاهرة اخرى في حرستا بريف دمشق طالب المشاركون فيها بحماية دولية. ووفق شريط اخر بث على يوتيوب حمل احد المتظاهرين لافتة كتب عليها "الى متى تصغي الجامعة العربية الى هذا الكاذب؟ لقد قبل الخطة العربية (...) والدبابات لا تزال في الشوارع". ونظمت تظاهرات اخرى في العديد من احياء مدينة حمص وكذلك في قرى المحافظة مثل حولا والقصير وتلبيسة وتدمر بحسب المرصد السوري. وفي دير الزور (شرق)، اطلقت قوات الامن النار لتفريق تجمعات وفق المرصد الذي اشار ايضا الى تظاهرة حاشدة في الصنمين بمحافظة درعا (جنوب) تطالب باسقاط النظام. واكدت صفحة "الثورة السورية 2011" على موقع فيسبوك تصميم المعارضين على التظاهر وعدم امكان صمود النظام بدعم من روسيا والصين ولا بفضل قرارات الجامعة العربية. صورة من يوتيوب للناشط خالد الخالدي وهو مقيد اليدين وتم تعذيبه قبل قتله في حمص (ا ف ب) واكد الناشطون السوريون ان "النظام سقط منذ اليوم الاول الذي طالبنا فيه بالحرية ومنذ اول نقطة دم اهرقت بسبب الرصاص الذي يطلقه الطغاة". وحذرت الولاياتالمتحدة الخميس النظام السوري من انه اذا لم يطبق التزاماته الواردة في الخطة العربية للخروج من الازمة فان عزلته ستزداد على الساحة الدولية. وقالت المتحدثة باسم الخارجية الاميركية فيكتوريا نولاند "نحن لم نر مؤشرات على ان نظام (الرئيس السوري بشار) لديه النية باحترام التعهدات التي قطعها". وفي لبنان، اقر رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في حديث الى محطة "بي بي سي" التلفزيونية البريطانية تم بثه مساء الخميس، بحصول عمليات خطف لمعارضين سوريين في لبنان قبل اشهر، مشيرا الى ان القضاء يتعامل معها. في الاطار ذاته قال أحد الناطقين الرسمين باسم "الهيئة العامه للثورة السورية" إن عمليات القتل والاعتقال والمداهمات لم تقل او تتوقف بل انها زادت خاصة بعد الموافقة على المبادرة العربية. وأضاف الناطق امس "لم يتم تسجيل اي حالة انسحاب لقوات الأمن او انسحاب الجيش والدبابات وايضا لم يشاهد وصول اي مراقبين او صحافة أجنبية في اي منطقة في سورية". وأوضح أن "تسمية يوم الجمعة تأتي بناء على عملية تصويت ويتم اختيار اكثر اسم يحصل على اصوات المواطنين في مواقع الانترنت" ، معتبرا أن العامل الذي جعل المواطنين يختارون اسم "جمعة الله أكبر" هو انهم فقدوا الأمل من اي دعم ولا يوجد لهم غير الله لينصرهم. كان المرصد السوري لحقوق الإنسان افاد في وقت سابق اليوم أن أربعة انفجارات كبيرة هزت ظهر اليوم مدينة جاسم الواقعة في الزاوية الغربية الشمالية من محافظة درعا السورية. ولم يشر المرصد ، في بيان له ، إلى أسباب الانفجارات الأربعة كما لم يوضح إن كان هناك قتلى وجرحى أم لا. وفي سياق متصل ، ذكر المرصد أن قوات امنية كبيرة تحاصر مسجد ابو بكر الصديق في مدينة بانياس وانها اعتدت بالضرب على المصلين الخارجين من المسجد. وحاصرت القوات المئات داخل المسجد لمنع خروج المصلين بمظاهرة. كان المرصد أفاد ان مواطنين سوريين اثنين قتلا صباح اليوم برصاص السلطات السورية اثر محاولتهما الفرار إلى الأردن. وقال المرصد ، في بيان له ، "في محافظة درعا استشهد مواطنان،، احدهما عسكري منشق من مدينة نوى والاخر مدني من مدينة الحراك اثر اطلاق الرصاص عليهما من قبل المخابرات العسكرية في منطقة تل شهاب على الحدود الاردنية السورية اثر محاولتهما الفرار إلى الأردن". كانت قوات الحكومة السورية قتلت ثلاثة أشخاص، على الأقل، في مدينة حمص المضطربة امس في الوقت الذي دعا فيه نشطاء المعارضة المنادين بالديمقراطية الى احتجاجات جديد بعد صلاة الجمعة. وقال ناشط سوري إن قصفا عنيفا استهدف حي باب عمرو في حمص ما أدى إلى مقتل ثلاثة أشخاص على الأقل وإصابة عشرة آخرين. وأضاف الناشط الذي طلب عدم ذكر اسمه إن قصف الدبابات بدأ في وقت مبكر امس لمنع الأشخاص من مغادرة منازلهم للمشاركة في المظاهرات. وأطلق المتظاهرون على مسيرة الاحتجاج التي دعوا إلى انطلاقها عقب صلاة الجمعة " الله أكبر على كل من طغى وتجبر" لاختبار مدى تقبل الحكومة للورقة التي طرحتها الجامعة العربية لوقف العنف في البلاد. تقدر الأممالمتحدة عدد من قتلوا خلال الحملة القمعية التي تشنها القوات الحكومية ضد المتظاهرين منذ اندلاع الاحتجاجات في منتصف آذار/مارس الماضي بأكثر من ثلاثة آلاف شخص من بينهم 187 طفلا.