سقط عشرات القتلى والجرحى في مدينة تعز جنوبي العاصمة اليمنية صنعاء في مواجهات أمس بين القوات الموالية للرئيس علي عبدالله صالح وحماة شباب الثورة، تعد الأعنف منذ أسابيع. وقالت مصادر طبية أن "عدد القتلى وصل إلى تسعة في تعز، سبعة منهم مدنيون وبينهم طفل وشخص معاق عقليا" فيما أصيب أربعون شخصا بجروح. وتصاعدت الاشتباكات في محيط مكتب التربية في ساحة جمال وسط المدينة بين المسلحين القبليين المعارضين للنظام والقوات الموالية. كما استمر القصف المدفعي "العشوائي"، من مواقع القوات الموالية المطلة على المدينة على أحياء قريبة من ساحة الحرية التي يعتصم فيها المعارضون للنظام خصوصا حي الروضة. وبحسب مصادر محلية فإن القوات الموالية للرئيس صالح والمتمركزة في مكتب التربية والتعليم أقدمت على قتل الشيخ عبدالله علي الصبري، أحد مشايخ تعز المناصرين لثورة الشباب، أثناء مروره أمام مكتب التربية لتندلع بعدها الاشتباكات. وتضاربت الأنباء حول سقوط مكتب التربية في يد المسلحين واستسلام ثمانية من الجنود. ووجه المستشفى الميداني في ساحة الحرية نداء استغاثة إلى جميع الأطباء والمستشفيات لتقديم الدعم اللازم مع تزايد عدد الجرحى الذين لا يستطيع المستشفى توفير متطلبات إسعافهم. وذكرت مصادر رسمية أن المعارضة قصفت مبنى بنك التسليف التعاوني الزراعي بمدينة تعز وأشعلت فيه النيران، مشيرة إلى أن الجماعات المسلحة هاجمت مقر البنك بالقذائف، بالإضافة إلى مكتب التربية والبريد. وفي صنعاء، اندلعت اشتباكات في وقت متأخر من ليل أول من أمس في حي الحصبة بين القوات الموالية والمسلحين القبليين التابعين للشيخ صادق الأحمر، ما أسفر عن مقتل مسلحين اثنين وجندي يمني. أما في منطقة أرحب شمالي صنعاء فقد قتل شخصان وأصيب آخرون بهجوم من القوات التابعة للواء 62. إلى ذلك نقل عن مبعوث الاتحاد الأوروبي في اليمن قوله إن الرئيس اليمني تقدم خطوة أخرى تجاه تسليم السلطة لنائبه بقبوله صيغة وضعتها الأممالمتحدة لتسهيل الانتقال. وقال رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي بصنعاء السفير ميشيل سيرفون دورسو إن صالح "قبل الآن خطة الانتقال التي وضعتها الأممالمتحدة". وأضاف "نحن مقتنعون بأننا على وشك التوصل لاتفاقية قريبا وقبل كل شيء يتطلب الأمر التزاما سياسيا. نأمل أن يصبح عيد الأضحى فرصة لإعلان اليمن والعالم أن اليمن عبر صوب مرحلة جديدة". وطلب دورسو من المحتجين العودة إلى منازلهم قبل عطلة عيد الأضحى حتى يمكن الانتهاء من الاتفاق.