المبعوث الأوروبي يعلن قبول صالح للمبادرة الدولية تصاعد القصف العنيف على أحياء مدينة تعز جنوب صنعاء الأربعاء مما أسفر عن مقتل تسعة أشخاص غالبيتهم من المدنيين، بحسب مصادر طبية وشهود عيان. حسب ماورد في موقع راديو سوى وقالت مصادر طبية إن "عدد القتلى وصل إلى تسعة في تعز، سبعة منهم مدنيون وبينهم طفل وشخص معوق عقليا" فيما أصيب 40 شخصا بجروح. وبحسب شهود عيان، فقد تصاعدت الاشتباكات في محيط مكتب التربية في ساحة جمال وسط المدينة بين المسلحين القبليين المعارضين للنظام والقوات الموالية. كما استمر القصف المدفعي الذي وصفه السكان "بالعشوائي"، من مواقع القوات الموالية المطلة على المدينة على أحياء قريبة من ساحة الحرية، التي يعتصم فيها المعارضون للنظام، وبصفة خاصة على حي الروضة. وشوهدت ألسنة اللهب تتصاعد من مبنيي بنك التضامن الإسلامي وبنك التسليف في وسط المدينة كما أصابت قذائف الدبابات عددا من المباني المرتفعة في المدينة. وفي صنعاء، اندلعت اشتباكات في وقت متأخر من مساء الثلاثاء في حي الحصبة شمال المدينة بين القوات الموالية للرئيس علي عبد الله صالح والمسلحين القبليين التابعين للشيخ صادق الأحمر، ما أسفر عن مقتل مسلحين قبليين اثنين وجندي يمني، حسبما قالت وزارة الداخلية. وجاءت أعمال العنف هذه بعد فترة وجيزة من الهدوء فيما تستمر الجهود الإقليمية والدولية لإنجاح المبادرة الخليجية لنقل السلطة بشكل سلمي في البلاد. وفي الشأن ذاته، نقلت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) عن مبعوث الاتحاد الأوروبي في اليمن قوله إن الرئيس علي عبد الله صالح "تقدم خطوة أخرى تجاه تسليم السلطة لنائبه بقبوله صيغة وضعتها الأممالمتحدة لتسهيل الانتقال وإنهاء انتفاضة ضد حكمه". 5 ونقلت الوكالة اليمنية عن رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي بصنعاء السفير ميشيل سيرفون دورسو قوله إن صالح "قبل الآن خطة الانتقال التي وضعتها الأممالمتحدة". وكان الرئيس اليمني الذي تولى السلطة قبل 33 عاما وافق ثلاث مرات على الخطط التي تم التفاوض بشأنها للتخلي عن السلطة لكنه كان ينسحب في اللحظة الأخيرة. وقال دورسو "إننا مقتنعون بأننا على وشك التوصل لاتفاقية قريبا، لكن قبل كل شيء يتطلب الأمر التزاما سياسيا" معبرا عن الأمل في أن "يصبح عيد الأضحى فرصة للإعلان أمام اليمن والعالم عن أن اليمن عبر صوب مرحلة جديدة." وطلب دورسو من محتجي المعارضة العودة إلى منازلهم قبل عطلة عيد الأضحى الأسبوع المقبل حتى يمكن الانتهاء من الاتفاق، حسبما قالت الوكالة. وكان مبعوث الأممالمتحدة إلى اليمن جمال بن عمر قد زار البلاد في سبتمبر/ أيلول الماضي في محاولة لإيجاد طريقة لتنفيذ اتفاق لتسليم السلطة تم بوساطة خليجية والتغلب على جمود سياسي أصاب الحياة في اليمن بالشلل ودفع به إلى شفا الحرب الأهلية. لكن المبعوث غادر اليمن دون أن يحقق شيئا بعد أسبوعين من الجهود الدبلوماسية المحمومة بين المعارضة والحزب الحاكم. وتقضي خطة بن عمر بأن يسلم صالح السلطة إلى نائبه عبد ربه منصور هادي قبل إجراء انتخابات رئاسة مبكرة تجرى في غضون ما بين شهرين وثلاثة أشهر، على أن تقوم المعارضة في هذه الأثناء بتشكيل حكومة مع الحزب الحاكم فضلا عن تشكيل جهاز لإعادة هيكلة القوات المسلحة.