وصف رئيس نادي الرياض الأدبي الدكتور عبدالله بن صالح الوشمي تاريخ المؤسسات الثقافية بالمملكة ب"المغيب"، وأن كثيرا من الأدباء والمثقفين، ممن خاضوا تجارب متعددة لم يلتفت إلى سيرهم، وأن تاريخ المؤسسات يعاني إهمال الأفراد والمؤسسات. ومثل الوشمي بجامعتي الملك سعود والإمام محمد بن سعود حيث إنهما – بحسب تعبيره - مؤسستان ضخمتان جداً في تاريخ المملكة، وما زال تاريخهما الكامل لم يكتب من خلال آليات التوثيق العلمي والشفوي، مؤكدا أن تاريخ المؤسسات هو تاريخ للدولة وتاريخ للأفراد وتاريخ للمسيرة العلمية وتاريخ للنهضة وتاريخ للحضارة. وقال الوشمي الذي حاضر أخيرا في منتدى العُمري الثقافي بالرياض: إن الأندية الأدبية نظر إليها بدرجة أدنى من الرياضة إبان الارتباط بالرئاسة العامة لرعاية الشباب، وبدرجة أدنى من الإعلام في عصرها الراهن من حيث الدعم والمساندة المالية. وأضاف متحدثا إلى "الوطن" أن كثيرا من المتابعين لا يعلم عن توقف النادي عن عمله في عدة سنوات ماضية، فقد تأسس النادي الأدبي بالرياض عام 1395 ثم توقف بعد ذلك إلى أن صدر قرار استئناف نشاطه من قبل الأمير فيصل بن فهد في عام 1398 برئاسة أبو عبدالرحمن ابن عقيل الظاهري، وظلت جمعية الثقافة والفنون تشرف عليه فنياً وماليا. وكشف الوشمي عن إصدار أدبي الرياض لكتاب بعنوان (النادي الأدبي بالرياض المسيرة والتاريخ) يرصد تاريخ المؤسسة ويبرز الوثائق الخاصة بها، وهو الكتاب الذي ينتظر توزيعه بعد الحج، لافتا إلى أن الإصدار يأتي مساهمة من النادي في رصد تاريخ المؤسسات الوطنية ودعوة لأشقائنا في المؤسسات الأخرى، وعلى رأسها الجامعات والمكتبات والأندية، إلى المبادرة في ذلك. وكان الدكتور عبدالله الوشمي قد ألقى محاضرة أول من أمس عن "مسيرة الأندية الأدبية في المملكة.. نادي الرياض نموذجا" في منتدى العُمري الثقافي قال فيها إنه لم يسجل ما يستحق أن يبقى للأجيال حول تاريخ المؤسسات. وذهب الدكتور الوشمي إلى أن سيرة الأفراد وسيرة المؤسسات ليست تسجيلاً للإنجازات والتميز فقط وإنما هو درس لهذه التجربة في كل ما مر فيها من إنجازات أو إخفاقات ودراسة لما يمكن أن يكون. وتناول الوشمي تاريخ الأندية الأدبية في المملكة من خلال مسيرة إنشاء النادي الأدبي بالرياض، مشيداً بما تحظى به الأندية ومن ذلك الدعم الملكي الأخير والذي بلغ مقداره عشرة ملايين لكل ناد، موضحا أن أدبي الرياض خصص المبلغ كاملا لبناء مقر له. ووصف الوشمي الرياض بأنها العاصمة التي تكبر دون أن تشيخ، وتستحق أربعة أندية. إلى ذلك ينتظر أن يدشن أدبي الرياض بعد شهرين - بحسب الوشمي - بالتعاون مع قسم الأدب بجامعة الإمام محمد بن سعود المختبر الإبداعي الشعري الذي يتضمن محاضرات بمعدل 15 ساعة في أسبوع واحد مكثفة، كما سينظم النادي في وقت لم يحدد بعد ملتقى للأندية الأدبية.