أعرب رئيس نادي الرياض الأدبي عبدالله بن صالح الوشمي عن أسفه أن تاريخ المؤسسات الثقافية المملكة تاريخ مغيب، مشيراً إلى أن كثيراً من الأدباء، ممن خاض تجارب متعددة لم يلتفت إلى سيرته ولا إلى مسيرته ولم يسجل ما يستحق أن يبقى للأجيال، معاتباً في هذا الصدد جامعة الملك سعود وجامعة الإمام، حيث إنهما من المؤسسات الضخمة في تاريخ المملكة، لكنهما لم يهتما بتاريخ المؤسسات الثقافية، وقال: "إن تاريخ هذه المؤسسات هو تاريخ للدولة وتاريخ للأفراد وتاريخ للمسيرة العلمية وتاريخ للنهضة وتاريخ للحضارة". وقال في المحاضرة التي ألقاها في "منتدى العُمري الثقافي" في مقره بحي الفلاح شمال مدينة الرياض، التي كانت بعنوان "مسيرة الأندية الأدبية في المملكة نادي الرياض نموذجاً"، إن سيرة الأفراد والمؤسسات ليست تسجيلاً للإنجازات، والتميز، وإنما هو درس لهذه التجربة في كل ما مر فيها وبها من إنجازات أو إخفاقات، ودراسة لما يمكن أن يكون، والمشاريع والتجارب لم تنجح. واستعرض الوشمي تاريخ الأندية الأدبية في المملكة من خلال مسيرة إنشاء النادي الأدبي بالرياض، مشيداً بما تحظى به الأندية الأدبية في مختلف مناطق المملكة ومن ذلك الدعم الملكي الأخير الذي بلغ مقداره عشرة ملايين لكل نادٍ أدبي، مشيراً إلى أن النادي الأدبي بالرياض رصد هذا المبلغ كاملاً لبناء مقر له، وقال إن الرياض العاصمة شاسعة وتستحق أن يكون فيها أربع أندية، وبدعم من الأمير سلمان بن عبدالعزيز وفقه الله افتتحنا في الأسبوع قبل الماضي أول لجنة ثقافية منذ تأسيس النادي في 1395ه في الخرج، وهذه اللجنة الأولى وأملنا كبير في مجلس النادي أن تكون تأسيساً للنادي الأدبي في الخرج وليس فقط أن تظل لجنة ثقافية، ولدينا خطوات قريبة على مستوى محافظات الزلفي والمجمعة وشقراء وثادق . بعد ذلك تحدث رئيس نادي الرياض الأدبي عن العوائق التي تواجه الأندية الأدبية، ذاكراً منها أن الناس مازالوا يتساءلون عن النادي الأدبي وعن دوره والعوائق التي تقف أمامه، وقال: "إنه لم يتم اعتماد اللوائح إلا قبل قرابة السنة، ثم تناول مفهوم الصلة بوزارة الثقافة والإعلام، وهل النادي مستقل أم يجب أن يرتبط كغيره من المؤسسات؟ وبين أن من أهم ركائز فلسفة العمل والخطط والبرامج في النادي الأدبي هي الشراكة، وأن النادي لا يستطيع أن يضع مشهداً ثقافياًّ وحده، وإنما يتنافس من خلال رؤى الآخرين، وقد حققنا قدراً كبيراً من التفاعل مع الجمهور، واستطعنا أن نقيم الأنشطة بالشراكة مع جامعتي الإمام محمد بن سعود الإسلامية، والملك سعود والدارة ومكتبة الملك عبدالعزيز وعدد متنوع من الجمعيات والصوالين الثقافية، ودعم لمشروع مشترك من الإصدارات. ولدينا شراكة مع عدد من الإذاعات والقنوات، المواقع الإلكترونية. وأن النادي يكبر بأصدقائه، وجمهوره ويتنفس من خلال رؤاهم واقتراحاتهم، التي تكون سنداً له وتعينه على تحقيق رسالته الأدبية والثقافية.
وقال: "إن أبرز الأنشطة والبرامج في النادي تتمثل في مجموعة الإصدارات وعدد من السلاسل الثقافية، كما يقوم بطباعة بعض الرسائل الجامعية وتحقيق مجموعة الكتب التي تطبع في جميع تخصصات الإبداع الشعري السردي والروائي، ولدينا مجلات: مجلة "حقوق" وهي متخصصة في ثقافة الجزيرة العربية. ومجلة "قوافل"، التي تعنى بالنصوص الإبداعية. وعن الأنشطة المستقبلية للنادي قال عبدالله الوشمي: "إن النادي سيقيم بعد شهرين إن شاء الله بالتعاون مع قسم الأدب بجامعة الإمام محمد بن سعود المختبر الإبداعي الشعري، وهو عبارة عن محاضرات بمعدل "15" ساعة في أسبوع واحد مكثفة، كما سينظم النادي في المستقبل القريب ملتقى للأندية الأدبية بالتعاون مع قسم اللغة العربية بجامعة الملك سعود وجمعية اللهجات والتراث الشعبي في الجامعة. ولدينا مشاريع نرجو أن نحققها في القادم من الأيام، منها النادي الأدبي المتنقل داخل الرياض في المرحلة الأولى، ثم يتنقل إلى غيره من المحافظات، والمشاركة في المعارض الخارجية. وختم المتحدث محاضرته بالإشارة إلى بعض إصدارات النادي الأدبي لعدد من الكتب. ومنها: "باب السلام"، و"حكاية الصبي الذي رأى النوم"، ومجموعة قصصية. و"الرحلات المغربية إلى الحجاز"، و"معجم الألقاط الفصيحة ".