على عكس ما كان عليه موقف بعض الفنانين السوريين منذ بداية الثورة السورية، من جهة معارضة نظام الرئيس بشار الأسد، فقد خفتت نغمة المعارضة، فيما يمكن وصفه بأنه رغبة لدى البعض في عدم التغريد خارج السرب، حيث أعلنت بعض الأسماء التي اشتهرت بالمعارضة أمس عن تأييدها للنظام، مثل كندة علوش وأصالة التي سبق أن سجلت أغنية ضد بشار الأسد بعنوان" اه لو ها الكرسي بيحكي، الأمر الذي عرضها للهجوم والانتقاد الشديد من قبل عدد كبير من فناني سورية مثل سلاف فواخرجي وسوزان نجم الدين ووديع الصافي الذي قال إنها تربت في كنف النظام السوري وهو الذي صنع نجوميتها ووصفها بالمجرمة السياسية. إلا أن أصالة تراجعت عن موقفها، مشيرة إلى أنها قررت عدم غناء الأغنية، وأكدت أن تأييدها لمطالب الثوار لا يعني كراهيتها لبشار الأسد لأنه لم يؤذها، وطالبت بالاستماع للثوار والحوار معهم. أصالة لم تكن الوحيدة التي تراجعت عن موقفها، حيث أرسلت كندة علوش بيانا صحفيا إلى جميع وسائل الإعلام تؤكد فيه عدم مسؤوليتها عن جميع التصريحات السياسية التي نسبت إليها في الفترة الأخيرة. ويرى الناقد طارق الشناوي أن السبب في عدم اتخاذ الفنانين السوريين موقفا حاسما ضد النظام السوري وتراجع بعضهم عن مواقفهم السابقة يعود إلى ديكتاتورية النظام السوري وبطشه ضد معارضيه، ويتفق المخرج داود عبدالسيد مع الشناوي في أن النظام السوري نظام شديد البطش، ولم يسمح خلال السنوات الماضية بأي مساحة للمعارضة بعكس ما كان يحدث في مصر. وعلى صعيد متصل حددت محكمة سورية يوم الحادي والعشرين من نوفمبر المقبل موعداً لاستئناف محاكمة مجموعة من المثقفين والفنانين السوريين لقيامهم بتنظيم مظاهرات مناوئة لنظام الأسد دون ترخيص، وذلك خلال جلسة عقدتها المحكمة قررت بعدها التأجيل نظراً لعدم اكتمال الخصومة في القضية بسبب تعذر تبليغ أحد المدعى عليهم. وهذه هي المرة الثالثة التي يتم فيها تأجيل المحاكمة بسبب التبليغات. وتعود وقائع القضية لمنتصف يوليو الماضي بعد أن نظم عدد كبير من المثقفين والفنانين السوريين مظاهرة في حي الميدان بالعاصمة السورية للتعبير عن دعمهم للثورة السورية والاحتجاج على عمليات القتل والاعتقال التي يتعرض لها المتظاهرون على أيدي قوات الأمن والشبيحة. واعتقلت السلطات السورية على إثر المظاهرة 28 متظاهراً من بينهم الأخوان ملص وريما فليحان ومي سكاف ويم مشهدي وفادي زيدان ونضال حسن وسارة الطويل وإياد شربجي، وجيفاره نمر، ومحمد زاكر الخليل وساشا أيوب ومظفر سلمان.