لا يحتاج الوضع في سوريا إلى كثير من البحث، ولم يكن فنانوها في حاجة إلى كل هذه التبريرات التي أسقطت حضورهم في الشارع العربي حيث تسابق بعضهم ليدخل سباق القوائم السوداء مثلما حدث سابقاً في تونس ومصر. الجماهير العربية لم تغربل حكامها فحسب، بل هي اليوم بصدد غربلة فنانيها الذين طالما استمتعوا بأدائهم عبر الشاشة تمثيلاً أو على المسرح غناءً. وأمام هذا المشهد (المضطرب) حاول بعض فناني سوريا قول كلمتهم فقادت أصالة نصري هذا الرأي بتصريحها المباشر أنها ضد النظام ومع الجماهير الثائرة، وقالت إنها ترفض السفر إلى سوريا للمشاركة مع الفنانين السوريين في ما وصفته ب «تمثيليات دعم نظام بشار الأسد» فخرجت من القائمة السوداء قبل أن يتم التجهيز لها فيما تبرأت مواطنتها رويدا عطية من تأييدها للرئيس السوري بشار الأسد بعدما نُسبت إليها منذ فترة تصريحات تؤيد فيها الأسد على خلفية الثورة الشعبية العارمة المناهضة له، وبهذا تتسع قوائم الشرف السورية في مقابل انكماش «قوائم العار» التي يكاد أبطالها يختفون من الظهور. وتشهد سوريا منذ منتصف مارس الماضي ثورة شعبية عارمة ضد حكم الأسد القابع في الحكم منذ عام 2000 عندما استلم السلطة من والده حافظ الأسد، وأسفرت هذه الثورة عن سقوط عشرات الآلاف بين قتيل وجريح ومعتقل ولاجئ. الثورة السورية شهدت إصدار قائمتين الأولى للشرف والأخرى للعار، فتتضمن الأولى من ساند الثورة منذ بدايتها، والثانية لمن عارضها وأيد نظام بشار. وتضم قائمة (العار) فنانين سوريين مناهضين للاحتجاجات ولها صفحة على الفيس بوك، لتشمل أسماء لنجوم الدراما والغناء السورية، على رأسهم نقيبة الفنانين فاديا خطاب، وسلمى المصري، وسوزان نجم الدين، ودريد لحام الذي وصف ب (بوق السلطة) واتهم بالنفاق، ولورا أبو أسعد التي ظهرت على التليفزيون السوري لتؤكد على مدي حب وولاء الشعب السوري لبشار الأسد كما زعمت أن المظاهرات التي تجتاح سوريا إنما هي لدعم الأسد ولإظهار مدى حب السوريين له. بعض الفنانين وقف في المنطقة (الرمادية) من الأحداث ومنهم الفنان جمال سليمان الذي سُئل عن رأيه فيما يجري في بلاده، فقال: أكتفي بعدم التعليق ريثما تتضح الأمور أكثر. القائمة السوداء ضمت مجموعة لا بأس بها من النجوم فاستوعبت أيضاً الممثل فراس إبراهيم الذي أدان ما سمّاه بالتجييش الإعلامي الذي تمارسه القنوات الفضائية الاخبارية وتلفيقها أخباراً كاذبة عن الوضع في سوريا، والمغني سامو زين الذي قاد مظاهرة صغيرة لتأييد بشار الأسد أمام مبنى السفارة السورية في القاهرة، والممثلة سولاف فواخرجي التي وصفت بشار ب (القائد الشريف)، والتي ظهرت أيضاً مع زوجها الممثل والمخرج وائل رمضان معاً على شاشة التلفزيون السوري لتأييد ودعم بشار الأسد، وطالبت من الشباب السوري الالتفاف حول الرئيس الشاب المؤمن. كما ضمت القائمة الفنان أيمن زيدان الذي شكر الرئيس (العظيم الذكي) الذي اعترف بالإصلاحات وقال بأن المعارضة الخارجية لا تمثل الشعب وأن المتظاهرين في سوريا لا يمثلون الشعب، وكذلك الفنان باسل خياط الذي تقمّص شخصية القذافي حينما ظهر غاضباً على التلفزيون السوري وتساءل «من هؤلاء المندسون الذين يريدون زعزعة الوطن؟ من هؤلاء؟» وهاجم الثورة وأكد ولاءه لقائد الوطن والتحديث والتطوير والعزة والأمان بشار الأسد. أما الممثل رشيد عساف فقالها صراحة: (أنا مع السلطة، وأدافع عنها، وأرغب في بقائها)، والفنانة سوزان نجم الدين التي قالت في مقابلة لها بأن الشعب السوري ملتف حول قيادة بشار الأسد، وعباس النوري الذي هاجم شباب الفيس بوك السوريين واتهمهم بمحاولة تقليد الشباب في بعض البلاد العربية.