الهاتف الجوال الذي تستخدمه المطربة السورية أصالة نصري في القاهرة، مكتظ بأقذر عبارات ورسائل الوعيد والتهديد بالقتل، جاءتها على مراحل من دمشق ومن خارجها في الأشهر الثلاثة الأخيرة، بسبب موقفها المؤيد للتغيير في النظام، وتعاطفها مع الثوار السوريين. شقيقها أنس، وهو صغير إخوتها الأربعة، ويقيم في العاصمة المصرية، حيث يعمل مع صهره، وهو زوجها المخرج طارق العريان، حدّث "العربية.نت" ليلة أمس الثلاثاء عبر الهاتف، عن مأساتها وسط ما وصفه بمطر من التهديد اليومي تعرضت له شقيقته، إلى درجة أنها لم تعد ترد على من يتصل بها، ومنهم "العربية.نت" التي اعتمدت على ما نقله شقيقها عنها. وذكر أنس، البالغ من العمر 29 سنة، أن أصالة تسلمت رسائل نصية وصوتية بالعشرات عبر هاتفها النقال، منذ أعلنت موقفها المؤيد للثورة، "ومعظمها رسائل قذرة، ومن النوع الذي يخجل الإنسان أن يكتبه أو يكرره على مسامع الغير، والمقبول نشره منه استهدفها بأسلوب مكشوف ووضعها برسم القتل الواضح"، كما قال. وكانت الرسائل تصل إلى هاتفها من مجهولين يكتبون إليها عبارات جدية تهددها وتتوعدها، ومنها: "إذا بقيت على موقفك فسنقتلك"، أو بالعامية: "بكرة حتشوفي (..) بكرة حنساوي فيكي، أنت وأولادك"، وغيرها من العبارات التي لم تكتشف هوية مرسليها بعد، "لكنها موثقة كلها، وكانت تؤذي مشاعر أصالة كثيراً، فأخذت الهاتف منها، وأصبحت أنا من يقرأ الوعيد والتهديد، فيما بقيت هي بلا هاتف جوال"، وفق تعبيره. أحترم بشار ومطالب الثوار وأمام سيل التهديدات، ساد صمت من أصالة طوال الشهر الماضي بشكل خاص، إلى أن بدت أنها تراجعت عن مواقفها المؤيدة للثوار عبر مؤتمر صحافي عقدته السبت الماضي في القاهرة، وكان إلى جانبها زوجها طارق العريان، فضلاً عن المسؤول الإعلامي في قناة دبي التلفزيونية. وفي المؤتمر قالت أصالة، البالغة من العمر 42 سنة، إن معظم أصدقائها المطربين السوريين واللبنانيين رفضوا الظهور معها كضيوف في برنامج تلفزيوني اسمه "صولا"، وستعده بدءاً من 14 يناير/كانون الثاني المقبل في قناة دبي التلفزيونية، وفيه تظهر كمذيعة للمرة الأولى في حياتها. تابعت في المؤتمر وقالت أيضاً إن من رفضوا المشاركة ببرنامجها فسروا موقفها تجاه الرئيس السوري بشار الأسد بشكل خاطئ، "رغم إقراري أمامهم بأنني لن أتحدث بالسياسة (في البرنامج) أو عن مواقف الفنانين السياسية أياً كانت، لكنهم تخوفوا وفسروا برنامجي على أنه عداء لبشار (..)، أنا لا أكن كراهية لبشار الأسد على الإطلاق، بل على العكس، أنا أحترمه وأقدره، لكني أحترم مطالب الثوار المشروعة، فكفانا قتلى وشهداء". ثم قالت إنها لم تكن يوماً من الأيام مطربة سياسية، "أو لي مواقف سياسية واضحة، ولم تربطني علاقة بالنظام أو بأفراده، فلم يعادوني أو يصاحبوني حتى أقف ضدهم، حتى عندما قررت طرح أغنية "لو الكرسي يحكي"، وكانت مجرد تعبير عن موقفي من الثورة. لكني ندمت لتسرعي بطرح كلماتها على الإنترنت، لذلك قررت التراجع عن تسجيلها، فهي غير مناسبة لرأيي"، بحسب تعبيرها في المؤتمر. أغنية "لو الكرسي يحكي" وقتلى المظاهرات هذا الكلام فسره المستعجلون على أنه تراجع منها عن موقفها، إلا أن أنس شرح بأن ما أرادت قوله هو أن موقفها مما يجري في سوريا ليس ناتجاً عن موقف شخصي منها تجاه الرئيس الأسد أو أحد من أفراد النظام، فلو تغير الأسد وجاء خلفه أي كان من دون أن يجري إصلاحات فستكون أصالة ضده أيضاً. أما عن أغنية "لو الكرسي يحكي"، فشرح أن أصالة لم تقم بالغائها، بل بتأجيل طرحها في الأسواق، "لأنها كوميدية وفي عباراتها فكاهة وكلمات هزل، وليس من المعقول أن تغنيها أصالة فيما السوريون يسقطون قتلى بالمظاهرات كل يوم"، بحسب ما يعتقد أنه سبب تأجيلها للأغنية. وأكد أن موقف شقيقته مازال كما كان، وتهديدها لن يجدي نفعاً، وهي لا تملك شيئاً في سوريا ولا في لبنان أو الإمارات ليتم حرقه أو تدميره، سوى بيتها في القاهرة التي يعيش فيه أيضاً شقيقان لها، هما أماني وأيهم، الذي يقال إنه تبرأ منها بسبب موقفها مما يجري في سوريا. أما شقيقتها ريم فتقيم في دمشق إلى الآن. وقال أنس إن أيهم لم يتبرأ من أصالة بحسب ما يظنون، ولو أنه قال ذلك عبر شاشة قناة "الدنيا" الموالية للنظام في إحدى المرات، "والحقيقة أن موقفه ناتج عن خلاف قديم بينه وبينها وعمره أكثر من عامين، فاستغل موقفها من الأحداث في سوريا ليصرح عبر التلفزيون عن براءته منها". وتقيم أصالة في القاهرة مع زوجها طارق العريان وابنيها منه آدم وعلي، وهما توأم عمره 5 أشهر. ومعها يقيم أيضاً ابناها شام وخالد (19 و13 سنة)، وهما من زوجها السابق أيمن الذهبي. وتزور أصالة بيروت بشكل دائم، لكنها لم تقم بزيارتها منذ بدأ مطر الوعيد والتهديد ينهال عليها منذ 3 أشهر و"ينغص عيشها". لكن "تاج الأغنية الخليجية" كما يلقبونها، تأمل أن تنتهي رياح هذه العاصفة كما تشتهي سفينتها.