تواصلت الاشتباكات العنيفة في العاصمة اليمنية صنعاء بين قوات الحرس الجمهوري والأمن المركزي والقوات الخاصة من جهة، وقوات موالية للشيخ صادق الأحمر، زعيم قبيلة حاشد، والقوات المساندة للثورة من جهة ثانية. ولم تهدأ أصوات الانفجارات طوال ليل أول من أمس وصباح أمس، حيث قصفت قوات الرئيس صالح مناطق مختلفة في العاصمة، وذلك بعد أقل من ساعة على إعلان وزارة الداخلية، في بيان لها، نقلته وزارة الدفاع، بأن جولة النصر "كنتكي سابقاً " وشارع الزبيري بوسط صنعاء تعتبر مناطق آمنة. وطال القصف معسكر الفرقة الأولى مدرع، والعديد من مواقعها في شملان، وذهبان، وكنتاكي والزبيري، كما اندلعت مواجهات عنيفة في شارع القيادة، بالقرب من ساحة التغيير. وتوسعت الاشتباكات بين قوات صالح وآل الأحمر إلى جولة سبأ، جراء تدخل اللواء الرابع الذي يقوده محمد خليل، والمكلف بحماية الإذاعة والتلفزيون، حيث اشتبك مع أنصار الشيخ الأحمر على طول شارع القيادة، وأجزاء من شارع القاهرة وجولة سبأ، بالإضافة إلى أحياء النهضة وعمران والتلفزيون والجراف. على صعيد آخر قتل أربعة أشخاص في مدينة تعز في قصف لقوات الأمن على مناطق مختلفة من المدينة، بينها ساحة الحرية التي يعتصم فيها عشرات الآلاف من المعتصمين، المطالبين بإسقاط النظام ورحيل الرئيس علي عبدالله صالح. وفي مدينة عدن قتل شخصان وجرح عدد آخر في اشتباكات وقعت بالقرب من ميناء عدن في منطقة المعلا. إلى ذلك قصفت القوات المتمركزة في جبل الصمع، شمال العاصمة صنعاء، عدداً من مناطق وقرى أرحب بصواريخ الكاتيوشا والهاونات ومختلف الأسلحة، وأكدت مصادر في أرحب أن الأضرار طالت منازل مواطنين وآبارا للشرب. وفي الحديدة اعتصم الآلاف في المحافظة، غربي العاصمة، أمام بوابة الميناء الذين كانوا يهتفون "ميناء من أجل الشعب لا من أجل الحرب" احتجاجا على وصول سفينتين للميناء محملتين بالأسلحة وإفراغهما لصالح النظام. وفي مدينة إب خرجت صباح أمس مسيرة حاشدة للمطالبين بإسقاط النظام ورحيل الرئيس صالح. على صعيد التحركات السياسية توقعت مصادر في المعارضة أن يصل إلى العاصمة صنعاء خلال الأيام القليلة المقبلة المبعوث الأممي لليمن جمال بن عمر وأمين عام مجلس التعاون الخليجي الدكتور عبداللطيف الزياني، لمتابعة تنفيذ قرار مجلس الأمن بشأن اليمن الذي صدر الجمعة الماضي.