قتل وجرح العشرات من مسلحي القبائل الموالية لأحزاب المعارضة في تكتل «اللقاء المشترك» في مواجهات عنيفة مع قوات من الحرس الجمهوري في منطقة أرحب (40 كيلومتراً شمال صنعاء) لدى محاولتهم اقتحام معسكر اللواء الثالث مشاة في جبل الصمع بين مديريتي أرحب ونهم فجر أمس. وسقط في المواجهات أيضاً عشرات الضباط والجنود بين قتيل وجريح، في حين شن الطيران الحربي غارات على قرى ومواقع المسلحين القبليين القريبة من المعسكر، أسفرت عن مقتل خمسة أشخاص على الأقل وجرح العشرات، بينهم مدنيون، وتدمير عشرات المنازل تدميراً كاملاً وإتلاف العديد من المزارع. واتهمت السلطات الحكومية حزب «التجمع اليمني للإصلاح» الإسلامي الذي يتزعم «اللقاء المشترك» بتحريض ميليشياته القبلية ودفعها، بالتحالف مع الفرقة الأولى المدرعة التي أعلن قائدها اللواء علي محسن الأحمر انشقاقه عن نظام الرئيس علي عبدالله صالح، إلى «خوض حرب استنزاف ضد معسكرات الحرس الجمهوري والوحدات التابعة له في محيط العاصمة وفي بقية المحافظات بهدف الاستيلاء على آلياتها ومعداتها العسكرية، والاستعانة بها في تنفيذ الانقلاب على الشرعية الدستورية والاستيلاء على الحكم بالقوة». وفي هذا السياق اتهمت وزارة الدفاع اليمنية على لسان مصدر رسمي «الميليشيات التابعة لتجمع الإصلاح وعناصر خارجة عن القانون ومعها عناصر إرهابية، وعناصر من جامعة الإيمان برئاسة الشيخ عبدالمجيد الزنداني والقيادي في التجمع منصور الحنق، بالإقدام فجر اليوم (أمس) على اعتداء غادر وجبان على قوات اللواء الثالث مشاة جبلي في مديرية أرحب بمحافظة صنعاء». وقال المصدر في تصريح نقلته وكالة أنباء «سبأ» الرسمية إن «العناصر الإرهابية حاولت التسلل إلى معسكر اللواء الثالث مستخدمة الأسلحة الثقيلة وبينها المدفعية ومنصات صواريخ الكاتيوشا التي يعمل عليها ضباط متخصصون في المدفعية والصواريخ من الفرقة الأولى المدرعة إضافة إلى الأسلحة المتوسطة والخفيفة». وأضاف وبين أن «مجموعة من الإرهابيين هؤلاء حاولت التسلل إلى معسكر الصمع من الجهة الشرقية عبر شبكة الصرف الصحي للمعسكر، في حين تولت مجموعة أخرى القصف بمختلف الأسلحة، ما أدى إلى سقوط عدد من الشهداء والجرحى من الجنود»، مؤكداً أن «أبطال اللواء تصدوا لتلك المجاميع الإرهابية وخاضوا معهم اشتباكات عنيفة ودحروهم بعدما ألحقوا بهم خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد». ولفت المصدر إلى أن «هدف الإرهابيين من هذا الهجوم كان السيطرة على معسكر الصمع، ومن ثم السيطرة على مطار صنعاء الدولي ضمن مخطط يهدف للانقلاب على الشرعية الدستورية والاستيلاء على السلطة بالقوة». وأكد أن جنود اللواء الثالث «يقومون حالياً بعملية تعقب ومطاردة لتلك العناصر التي روعت المواطنين في منطقتي أرحب ونهم، ونفذت جملة من الاعتداءات عليهم خلال الفترة الماضية، وقتلت وأصابت العديد منهم وشردتهم من منازلهم وألحقت أضراراً كبيرة بممتلكاتهم، كما اعتدت على أفراد القوات المسلحة والأمن والمعسكرات والمواقع العسكرية التابعة للوحدات المرابطة في نهم وأرحب، نتج منها استشهاد عدد كبير من الضباط والجنود والمواطنين وإصابة آخرين». وفي تعز جنوب غربي صنعاء، قالت مصادر محلية إن هدنة هشة بين المسلحين القبليين وقوات الأمن انهارت مع عودة المناوشات بين الجانبين. وأضافت أن شرطياً قتل وجرح ثان في تبادل لإطلاق النار بوسط المدينة. إلى ذلك، سادت أجواء من التوتر ساحة الاعتصام قبالة جامعة صنعاء، وسط تخوف آلاف المعتصمين من شباب أحزاب المعارضة من إقدام قوات الأمن والجيش على إخلاء الشوارع والأحياء المجاورة للساحة من الخيم والمعتصمين فيها منذ نحو ستة أشهر، بعد المسيرات التي نظمها أهالي وسكان تلك الأحياء مطالبين بإزالة الخيم والانسحاب من جوار منازلهم ومحالهم التجارية واستعادة حريتهم في التنقل والحصول على الخدمات والعيش بشكل طبيعي، واحتجاجاً على إخضاعهم للتفتيش المستمر والمراقبة من قبل «لجنة الأمن والنظام» في الساحة وجنود الفرقة الأولى المدرعة التي تتولى حماية الساحة والشوارع والأحياء المحيطة بها. وفي حين ردت «اللجان الشبابية للثورة» على احتجاجات السكان برسالة شكر وتقدير على «صبرهم وتفهمهم لظروف الثورة»، أشارت الرسالة إلى أن الهدف من الثورة الشبابية «تحريرهم من ظلم واستبداد النظام وأن معاناتهم جزء من ضريبة الثورة».