تشخص عيون الصوماليين الذين يعانون من المجاعة منذ أشهر عدة، إلى روما التي تستضيف بدءاً من اليوم اجتماعات رفيعة المستوى في مناسبة "يوم الأغذية العالمي"، لمناقشة أزمة الغذاء في العالم وبخاصة في القرن الأفريقي. فالسيدة الصومالية سعيدو صالح أدركت عندما وقع ابنها فريسة للمرض، أن عليها أن تفر من مدينة افقوي التي يقطنها 410 آلاف شخص وتعاني من المجاعة والفقر، ويسيطر عليها مسلحو "حركة الشباب الإسلامية"، والتي تعتبر أكبر مخيم للنازحين في العالم، فاتجهت إلى العاصمة مقديشو. وتقول سعيدو التي تسللت عبر خطوط الجبهة للحصول على المساعدة: "لا يوجد شيء، أو أي شكل من أشكال المساعدات". وتوضح بعدما حصل ابنها البالغ من العمر عاماً واحداً على علاج للحمى وتطعيم للحصبة في عيادة في مقديشو التي تعمّها اضطرابات أيضاً: "الناس يعانون لأنه لا يوجد ما يكفي من الغذاء. إنهم مرضى ولا يوجد ما يكفيهم". وبعد نحو ثلاثة أشهر من إعلان الأممالمتحدة حالة المجاعة في أول منطقة من عدة مناطق في جنوب الصومال، والتي تشتمل الآن على مخيمات داخل مقديشو، لا يزال الوضع قاتماً على الرغم من الجهود الدولية لزيادة المعونات. ويعاني نحو 4 ملايين شخص في الصومال أسوأ كارثة إنسانية في العالم، بينما يواجه 750 ألفاً منهم خطر الموت في الأشهر المقبلة إذا لم تتم زيادة الجهود، بحسب مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية. وقال إبراهيم محمد قاسم مدير عيادة الأمومة والطفولة في وسط مقديشو: "نبذل كل ما في وسعنا، ولكن الطلبات ضخمة للغاية". وأضاف: "المساعدات زادت، ولكن لا يتم تنسيقها في شكل جيد، والناس في أمسّ الحاجة إليها كما لا تزال أعداد متزايدة من الناس تصل". وبدأت الأمطار الموسمية في الهطول. وعلى الرغم من أنها مؤشر جيد بالنسبة إلى رعاة الماشية، فإنها زادت من معاناة آلاف يعيشون في خيام من القماش والبلاستيك، بعدما فروا من الحرب والجفاف في مناطقهم. وأعلنت "منظمة أطباء بلا حدود" أن "الأمراض المعدية ومن بينها الكوليرا والتهاب الرئة وحمى الضنك والملاريا، منتشرة في المدينة"، معربة عن خشيتها من "احتمال زيادة انتشار هذه الأمراض بسبب الأمطار الموسمية". وقال رحمة عبد الله، الذي كان يرعى الماشية في منطقة بيداوة وجاء إلى العاصمة بعد نفوق ماشيته ويعيش الآن في ملجأ من البلاستيك في مخيم موقت، "لا يوجد ما يكفي من الطعام وعائلتي وقعت فريسة للمرض". وأضاف أن "الجنود الحكوميين الذين هنا أفضل من (متمردي) الشباب، ولكنهم ليسوا أقوياء ويطلبون منا الطعام والمال". وقالت سارة إبراهيم وهي أم لستة أطفال وتعيش في خيمة بلاستيكية وفرتها لجنة المساعدات القطرية "الأمن أفضل في مقديشو هذه الأيام، ولكنني أعتقد أن حركة الشباب ستشن عددا أكبر من الهجمات التفجيرية". وأضافت: "البعض جاءوا لمساعدتنا، ولكننا نحتاج إلى مزيد من المساعدات لأن ما لدينا قليل جداً، والطعام الذي نحصل عليه يكفينا للعيش يوماً بيوم فقط". وقالت سونيا زامباكيديس من مكتب "أنقذوا الأطفال" في الصومال: "يرقد الأطفال الذين أنهكهم الجوع الآن في المطر طوال الليل وهم معرضون للإصابة بالأمراض"، مشيرة إلى أن "مياه الفيضانات جرفت طفلين أخيراً". وتوقعت أن "تصبح الأمطار أسوأ، وعلينا أن نوفر المساعدات لتلك العائلات مع دخول هذه الأزمة مرحلة جديدة".