حذرت المفوضية الأوروبية من مغبة تدهور الأمن الغذائي في القرن الإفريقي ودول شرق إفريقيا؛ جراء موجات الجفاف المتلاحقة. ونسب كاريل دي جوشت، المفوض الأوروبي لشؤون المساعدات الإنسانية والتنمية، هذه الكارثة الوشيكة إلى تداعيات التغيير المناخي. وقال «لقد انخفض معدل الأمطار في مناطق شاسعة من القرن الإفريقي بنسبة 75 % في 2009 مقارنة بالمعدلات المتوقعة، ما يضاف إلى موجات الجفاف القاسي» التي عانت منها. وأضاف في بيان صادر عن المفوضية أن «الأهالي عاجزون عن التعامل مع هذه المشقة الحادة والطويلة التي عادة ما تضاف إليها نزاعات مسلحة. والنتيجة هي أن ما يزيد على 16 مليون شخص في أمس الحاجة إلى المساعدة». ويخشى أن تستمر المجاعة وتتسع لتشمل مناطق جديدة في جنوب الصومال حتى نهاية السنة؛ بسبب صعوبة الوصول إلى المناطق التي يسيطر عليها متمردو حركة الشباب، وتأخر المجتمع الدولي في توفير التمويل اللازم لتوفير المساعدات الضرورية. وأعربت الأممالمتحدة عن خشيتها من امتداد المجاعة إلى كل مناطق جنوب الصومال خلال الأسابيع الأربعة أو الستة المقبلة، واستمرارها حتى ديسمبر 2011. وأكدت انتشار حالة المجاعة في ثلاث مناطق جديدة جنوب الصومال، البلد الأكثر تأثرا بالجفاف في القرن الإفريقي. وتشمل هذه المناطق الجديدة موقعين تجمع فيهما مئات الآلاف من النازحين الصوماليين أملا في الحصول على الغذاء. وقالت جرين مولوني، رئيسة وحدة تحليل سلامة الأغذية والتغذية لدى الأممالمتحدة المعنية بالصومال «المجاعة باتت قائمة، المناطق الثلاثة هي ممر أفقوي، وتجمعات النازحين في مقديشو، في أحياء المدينة السبعة، وأحياء بلاد وادالي في شبيل الوسطى». وأعلنت الأممالمتحدة سابقا حالة المجاعة في جنوب باكول وشبيل السفلى في جنوب الصومال، نتيجة موجة الجفاف المستمرة في القرن الإفريقي. قالت مولوني إن نحو 409 آلاف صومالي لجأوا إلى منطقة ممر افقوي، وهو أكبر مخيم نزوح في العالم، على بعد نحو 20 كلم من مقديشو. وتعد الأزمة الحالية أسوأ أزمة إنسانية في العالم، وأسوأ أزمة غذائية منذ المجاعة التي شهدتها الصومال في 1991،1992». ويحتاج 2.8 مليون شخص بينهم 1.25 مليون طفل لمساعدات عاجلة في جنوب الصومال وحده، وفق مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في الأممالمتحدة. ولكن المنظمات الإنسانية لا يمكنها الوصول إلا إلى 20 % منهم. وعدا بعض مناطق مقديشو، تقع باقي المناطق المنكوبة تحت سيطرة «متمردي حركة الشباب» الذين يقاتلون حكومة الصومال الانتقالية برئاسة شريف شيخ أحمد المعترف بها دوليا. ولا يعترف «الشباب» بالمجاعة في الصومال، ويتهمون الهيئات الإنسانية بالتآمر، وهم لذلك منعوا العديد من المنظمات وهيئات الأممالمتحدة من العمل في مناطقهم. من جهة أخرى صرح المسؤول الإعلامي الإقليمي لإدارة المساعدات الإنسانية الأوروبية دانييل ديكينسون أنه «نظرا إلى هذا الجفاف، قدمت الإدارة مساعدات قدرها 50 مليون يورو للمتضررين في الصومال وكينيا وأوغندا، لقد استنفد الأهالي آليات الإغاثة، وأصبحوا في حاجة ماسة للمساعدة». وأضاف أن ما بين ثلاثة، وثمانية ملايين شخص في كينيا يعيشون الآن على مساعدات إنسانية، وأن الوضع في تدهور مستمر، حيث بلغت نسبة سوء التغذية الحادة 20 % من مجموع السكان في خمس محافظات. يذكر أن المنطقة المسماة بالقرن الإفريقي تضم إريتريا وجيبوتي وإثيوبيا والصومال، وتبلغ مساحتها الإجمالية نحو مليوني كيلومتر مربع تؤوي نحو 100 مليون نسمة، أغلبهم في إثيوبيا بمجموع 75 مليون نسمة، فيما يبلغ تعداد كينيا زهاء 38 مليون نسمة .