وقع حاكم الشارقة الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، خلال معرض فرانكفورت للكتاب، على النسخة الألمانية من كتابه "سرد الذات"، الذي ترعاه وتنظمه منشورات القاسمي بالتعاون مع دار أولمز الألمانية. وفي كلمة للشيخ القاسمي في حفل التوقيع، الخميس الماضي، أكد فيها أن وجود الألمان ومشاركتهم له حفل إصدار نسخة من "سرد الذات" دليل واضح على مدى الشغف الذي يملكه الألمان للإطلاع على الثقافات الأخرى، مشيداً بطريقة الطرح والتخطيط لمحتويات الكتاب والتدقيق الذي سبق الطبعة النهائية، قائلاً "قامت الآنسة كلوديا ريفيرت بترجمة الطبعة الإنجليزية إلى اللغة الألمانية وكان عملها متميزاً، وقد أبلغه صديقه البروفسور غونتر مايير أن الترجمة تعكس بدقة ما كتبه أصلاً وعبر عنه في الكتاب". وأضاف القاسمي "يعلم البعض أن الكتاب يحوي العديد من الأحداث التي أثرت علي بشكل كبير في بدايات حياتي منذ الطفولة وحتى العام 1971"، مشيراً إلى أن تلك الأحداث ظلت حية دائماً في ذاكرته، واعتاد على ذكر الكثير من تفاصيلها أمام زوجته وأبنائه الذين شجعوه وألحوا عليه كثيراً ليدون تفاصيل هذه الذكريات. وتحدث رئيس الجمعية الأوروبية لأبحاث العالم العربي من جامعة ماينتز الدكتور غونتر موير عن كتاب سرد الذات ومدى روعة التعرف على محتوياته، كونه يعد من كتب السيرة الذاتية التي تحفز في الدواخل الفضول لمعرفة كل التفاصيل، مضيفاً أن الكتاب بنسخته الألمانية يمنح القارئ قدرة الاطلاع على الأبعاد السياسية والتاريخية للأزمة بين الدول الخليجية والإدارة البريطانية في خمسينيات وستينيات القرن الماضي، إضافة إلى التعرف وعن قرب على الطبيعة الديموجرافية والبشرية لسكان الخليج خلال تلك الحقبة من الزمن. يذكر أن النسخة العربية من "سرد الذات" صدرت في العام 2009، وطرحت النسخة الإنجليزية في معرض لندن للكتاب في أبريل الماضي، ثم ظهرت النسخة الأسبانية في مايو 2011، والآن تقدم دار أولمز للنشر النسخة الألمانية، ويوضح الكتاب الحجم الهائل للإرث التراثي والعلاقة الوطيدة التي ربطت بين الناس وبعض المعالم الخاصة في الشارقة، التي بدورها ساعدتهم في تحديد شخصياتهم وأعطت للشارقة هوية ثقافية فريدة من نوعها.