على بعد خطوات من مطار القصيم، وعندما تحط رحالك في مدرجها الشرقي وبعيد الصالة الملكية ببضعة وسبعين مترا، تستقبلك رائحة المواشي والدواجن وحظائرها التي لا تبعد عن محطة نزول المسافرين في بلدة المليدا (جنوب – غرب) بريدة بمنطقة القصيم. يأتي ذلك على الرغم من أنها تمتلك موقعا يعد استراتيجيا بالدرجة الأولى، ففضلاً عن ذلك، لا تبعد عن جامعة القصيم وكتيبة الحرس الوطني سوى ميل واحد، بيد أن كل تلك الميزات لم تشفع لها أمام المسؤولين لتحظى بأبجديات الاهتمام والتي من المفترض أن تكون رافدا اقتصاديا وتجاريا وسياحيا على الأقل. بدورهم، تذمر أهالي المليدا في حديثهم إلى "الوطن" من الطريقة التي تعامل بها بلدتهم من قبل المسؤولين، مطالبين بتوفير مركز شرطة وبلدية ومستشفى عام وإزالة أعمدة الكهرباء التي تتوسط الطريق الرئيسي والتي تسببت غير مرة في حوادث سير. ويقول مطر المطيري أحد أعيان المليدا، إنه متذمر من حظائر الأغنام التي في واجهة المدينة، مطالباً بإزالتها، قائلا "عطفا على روائحها وطريقة عشوائيتها، فهي تعتبر واجهة غير حضارية للمدينة". وأضاف "لا تبعد هذه الحظائر عن المدرج الشرقي للمطار وللصالة الملكية سوى ميل واحد أو أقل وهذا جرم عظيم"، منادياً بسرعة إزالة هذه الحظائر والاهتمام بواجهة المدينة، وتشجير الأرصفة ووضع مدخل جذاب للمدينة. فيما ناشد فهد مزيد الحافي المسؤولين النظر في وضع البلدة الراهن الذي اعتبره سيئا للغاية، وقال "المليدا فاق عدد سكانها 15 ألف نسمة، ولا يوجد فيها مستشفى عام ولا مدارس؟!"، متسائلاً عن دور وزارة الصحة في هذا الأمر؟!، ومؤكدا أن المليدا تستحق بأن يفتتح بها مستشفى عام عطفا على عدد سكانها، مضيفا أنها حاليا لا يوجد بها سوى مستوصف صحي واحد وسيارة إسعاف متهالكة. أما بخصوص المدارس الابتدائية، فقد ذكر الحافي أن المليدا لا يوجد بها كذلك سوى مدرسة ابتدائية واحدة بالرغم من كثرة عدد طلابها الذين تكتظ بهم الفصول بطريقة عشوائية، وسط غياب من وزارة التربية والتعليم، مضيفاً في هذا الصدد "من المفترض من وزارة التربية والتعليم أن تقدر أعداد السكان، وتستحدث مدارس أخرى من أجل توفير بيئة تعليمية مناسبة للنشء". من جانبه، ذكر سعود بن نايف العتيبي أن البلدية التي تتبع لها مدينة المليدا لم تقدم ما يرضي السكان حتى الآن، وقال "للأسف أننا دائما ما نكون عرضة للإهمال من قبل المسؤولين في وزارة الشؤون البلدية والقروية وخاصة بلدية البصر التي لم تؤد دورها بأكمل وجه بالنسبة لنا". كما دعا المسؤولين بالبلدية إلى سرعة إنارة وتشجير واجهة المدينة"، مطالباً بسرعة توفير مضمار للمشاة وحدائق للأهالي الذين يريدون مكانا للتنزه والاستجمام. من جهته، أبدى شريف العتيبي انزعاجه من التفحيط المستمر نظراً لعدم وجود أي جهة أمنية، مشدداً على توفير مركز مرور كي يقوم بدوره في حفظ الأمن والسلامة في المليدا. وأضاف العتيبي "نحن نحتاج كذلك لمركز شرطة، حيث إن أوقات الامتحانات تكثر بها المضاربات بين المراهقين، بعد خروجهم من المدارس، مما قد يودي بحياتهم إلى الهلاك". في حين، طالب مفلح القحطاني بسرعة توفير مشروع للمياه لكل سكان المدينة، مستغربا من مصلحة المياه عدم تعديلها للشبكة القديمة، وقال "هل يعقل بأن شبكة المياه الآن تمر من تحت منازل بعض سكان الحي!"، وتساءل "ماذا لو كان هناك خلل في هذه الشبكة، كيف سيتم التعامل معه؟!"، مؤكداً أن بعض الأهالي لا يزالون يجلبون الماء لمنازلهم بالصهاريج المستأجرة التي تأخذ مقابلاً مادياً جراء هذا العمل الذي من المفترض أن يكون الماء متوفرا في كل منزل نظراً لوفرة المياه في المنطقة. وعن حظائر الدواجن وروائحها، اتفق سكان المدينة على انزعاجهم منها، وقالوا إنها تبعد عنهم بنحو 300 متر، مطالبين بإبعادها عنهم في أسرع وقت. وفي نهاية جولة "الوطن" في البلدة، التقت رئيس مركزها أحمد بن فهد الفالج، الذي أكد أن بلدة المليدا تحظى باهتمام أمير المنطقة فيصل بن بندر ونائبه الأمير الدكتور فيصل بن مشعل، وقال "هناك مطالب للأهالي قدمتها للإمارة، نفذ البعض منها، والبعض الآخر سيكون في عناية الفيصلين بإذن الله"، مؤكدا أن مشروع الصرف الصحي الذي طالب به السكان سيكون تنفيذه على مرحلتين الأولى في ميزانية هذا العام، والمرحلة الثانية في ميزانية العام القادم، مضيفا أن جميع المطالب الآنفة ذات أهمية كبيرة ستحظى برعاية أمير المنطقة ونائبه.