لم يدر بخلد المواطن ناصر الزهراني، من أهالي مخطط الشرائع رقم (4) في منطقة مكةالمكرمة بأن ذهابه برفقة زوجته وابنتيه لمراجعة طبيب الأسنان بمنطقة الزيمة سوف يكلفه خسارة 100 ألف ريال، هي القيمة التقديرية للغلة الثمينة التي ظفرت بها مكفولته الجنوب آسيوية وابنتها بعد سرقتهما للمشغولات الذهبية الخاصة بزوجته وبناته الثلاث الملتحقات بالدراسة الجامعية. بالإضافة إلى تعرض أصغر أبنائه (4 أعوام) لمحاولة الخطف. يشير المواطن ناصر الزهراني في تصريح إلى "الوطن" خلال سرده لتفاصيل الحادثة إلى أن الخادمة السريلانكية صالحة (39 سنة) بمساعدة ابنتها (23 عاما)، كانت تخطط لخطف طفله من المنزل بعد سرقتها لذهب زوجته وبناته الذي تبلغ قيمته 100 ألف ريال. إلا أن الطفل تمكن من الهرب والاختباء بإحدى غرف المنزل، وإغلاق الباب على نفسه بعد أن تملكه الخوف والذعر. يقول الزهراني: قمت باستقدام الخادمة صالحة والتي كانت على الديانة المسيحية قبل إشهارها إسلامها قبل (6) سنوات. وكانت قبل ذلك قد أمضت (10) سنوات تعمل بالمملكة في مدن عديدة قبل وصولها للعمل لدينا، وكنا نعاملها بالصورة الإنسانية التي يحثنا عليها ديننا الإسلامي الحنيف، ولكنها خانت المعروف كما يقال، حيثُ كان قد بقي على موعد سفرها شهران، ودار حديث ودي بينها وبين زوجتي أبلغتها فيه بأنها سوف تفتش أغراضها التي قامت بحزمها قبل السفر للمغادرة، فما كان من الخادمة وبمساعدة ابنتها غير الهرب من المنزل، مستغلتين عدم وجودنا بالمنزل وقت هروبهما، حيثُ كان ابني الكبير سلطان (24 سنة) يغط في نومه بغرفته، وكانت ابنتي الثالثة تراجع دروسها في إحدى غرف المنزل، غير أن ابني الأصغر أيمن والذي كان شديد التعلق بالخادمة (صالحة) كان يراقب الموقف عبر نافذة المنزل المطلة على الشارع، ولحداثة سنه لم يعر الموضوع أهمية، إلا أنه في اللحظة الأخيرة تمكن من الهرب والاختباء بإحدى غرف المنزل، ليتوارى عن نظر الخادمة، عندما همت بالصعود إلى إحدى المركبات التي كانت تنتظرها عند باب المنزل لتقلها مع حقائب وأغراض أخرى. ويشير الزهراني إلى أنه على الفور عاد للمنزل بعد أن اتصلت عليه ابنته الثالثة وأبلغته عن اختفاء أثر أخيها الصغير أيمن، وملاحظتها تحركات غريبة للخادمة ومن ثم اختفاءها من المنزل مع ابنتها. مشيرا إلى أنه وعلى ضوء ذلك قمت بالبحث في أغراض الخادمة وابنتها المتبقية، وقد صعقت باكتشافي وجود أغراض شخصية من هواتف جوال، ساعات وعدد من المشغولات الذهبية التي فقدتها منذ سنوات موجودة في العفش المتبقي للخادمتين. ويبين الزهراني بأنه قام على الفور بالاتصال بالجهات الأمنية ذات العلاقة بقسم شرطة الشرائع التي تواجدت على الفور وقت تلقي البلاغ في الأسبوع الماضي، وفتحت تحقيقا موسعا في الحادثة، ورفعت البصمات من موقع الجريمة. ويشير الزهراني بأنه ينتظر نتائج التحقيقات والقبض على الخادمتين وإعادة مفقودات منزله والتي جمعتها زوجته طيلة (40 عاما). وحمد الزهراني المولى عز وجل بأن السرقة اقتصرت على الذهب فقط، وأن ابنه نجح في الإفلات من الخادمة وابنتها في اللحظة الأخيرة، مستغربا قيام الخادمة أيضا بتمزيق دفتر توثيق تسلمها لرواتبها الشهرية، وكذلك اتصال الخادمة بزوجته بمكالمة خاطفة ومختصرة بكلمات مفادها "ماما كيف دحين أنتي مبسوطة"، مشيرا بأنه احتفظ بالرقم الذي ورد منه الاتصال، والذي تحتفظ به (الوطن)، كما لفت الزهراني أيضا إلى أنه يحتفظ كذلك بوثائق السفر الخاصة بالخادمتين (الأم وابنتها) وبالإقامة النظامية لكلتيهما أيضا. من جهته، بين الناطق الإعلامي المكلف بشرطة العاصمة المقدسة المقدم زكي الحربي بأن التحقيقات مستمرة لكشف ملابسات القضية، وأنه تم التعميم على كافة المنافذ البرية والجوية بصور الخادمتين لسرعة القبض عليهما. مناشدا المواطنين بالحيطة والحذر تجاه فئة العمالة المنزلية ومراقبتها وعدم الإفراط في الثقة الزائدة تجاهها، ومراقبة وتفقد أغراضهم الشخصية والمتعلقات الأخرى بصفة مستمرة، وعدم ترك الأبناء في أحضانهم بصورة تؤدي للتعلق والارتباط بهم عاطفيا.